يورو 2025 للسيدات: السويد وألمانيا تحجزان مقعديهما في ربع النهائي... قمة الصدارة تنتظر!
في ليلة كروية حاسمة ضمن منافسات المجموعة الثالثة ببطولة أمم أوروبا لكرة القدم للسيدات “يورو 2025″، أعلنت السويد وألمانيا عن تأهلهما الرسمي إلى دور الثمانية.
بينما حجزت السويد مقعدها بعرض كروي مذهل أمام بولندا، أكدت ألمانيا قوتها أمام الدنمارك، لتستعد الجماهير الآن لقمة نارية ستحدد متصدر المجموعة في مواجهة تحمل كل معاني الإثارة.
وضع المجموعة: حكاية صدارة محسومة وصراع قمة ناري في المجموعة الثالثة
مع انقضاء الجولة الثانية من دور المجموعات في يورو 2025، اتضحت ملامح الصدارة والتأهل بشكل كامل. البداية كانت في 4 يوليو 2025، حيث افتتحت السويد مشوارها بفوز صعب لكنه مستحق على الدنمارك بنتيجة 1-0. في نفس اليوم، حققت ألمانيا فوزاً مريحاً على بولندا بنتيجة 2-0، لتعلن عن نواياها الجادة مبكراً.
مع حلول الجولة الثانية بتاريخ 8 يوليو 2025، شهدت المجموعة تأكيداً للتأهل المبكر للعملاقين.
قدم المنتخب السويدي عرضاً كروياً رائعاً وتغلب على نظيره البولندي بـثلاثة أهداف نظيفة (3-0). هذا الفوز لم يؤمّن فقط مكان السويد في ربع النهائي، بل أكد على قوتها الهجومية وتركيزها في البطولة، ورفع رصيدها إلى 6 نقاط.
في وقت سابق من اليوم ذاته، ضمنت ألمانيا هي الأخرى تأهلها بتفوقها على الدنمارك 2-1، محققة انتصارها الثاني ورافعة رصيدها إلى 6 نقاط أيضاً.
وبينما احتفلت السويد وألمانيا بعبورهما إلى ربع النهائي، ودعت كل من بولندا والدنمارك منافسات البطولة مبكراً، بعد أن تعرضتا لخسارتين متتاليتين أقصتهما من السباق.
الآن، تتصدر السويد المجموعة بفارق الأهداف الإيجابي (+4) عن ألمانيا (+3)، مما يعني أن الجولة الأخيرة ستكون حاسمة لتحديد المتصدر.
الأنظار تترقب بشغف الجولة الثالثة والأخيرة التي ستقام في 12 يوليو 2025. ستشهد هذه الجولة مباراتين:
. 20:00: السويد ضد ألمانيا: هذه ليست مجرد مباراة تحصيل حاصل، بل هي قمة مرتقبة ستحدد المتصدر النهائي للمجموعة.
الفائز سيضمن الصدارة، مما قد يؤثر بشكل كبير على مسار الفريقين في الأدوار الإقصائية وتحديد منافسيهما في ربع النهائي، ويعد بمباراة مليئة بالإثارة والتكتيك العالي.
. 20:00: بولندا ضد الدنمارك: ستكون هذه المباراة فرصة للفريقين لإنهاء مشوارهما في البطولة بنتيجة إيجابية، بعد خروجهما المبكر.
السويد وألمانيا تحجزان مقعديهما في ربع النهائي بامتياز، والآن تستعدان لصدام ناري سيحدد زعامة المجموعة الثالثة.
السويد تكتسح بولندا وتاريخ أسلاني: عرض كروي مبهر
في عرض كروي لافت، افتتحت المهاجمة المتألقة ستينا بلاكستينيوس التسجيل للسويد في الدقيقة 28.
وفي الشوط الثاني، دخلت القائدة الأسطورية كوسوفاري أسلاني تاريخ البطولة بتسجيلها الهدف الثاني في الدقيقة 52.
هذا الهدف لم يكن مجرد إضافة للنتيجة، بل كان إنجازاً تاريخياً شخصياً لأسلاني، حيث أصبحت أول لاعبة سويدية تسجل في أربع نسخ متتالية من البطولة الأوروبية (2009، 2013، 2022، و2025)، مما يبرز مسيرتها الطويلة والمتميزة في عالم كرة القدم النسائية.
واختتمت البديلة لينا هورتيغ ثلاثية السويد النظيفة في الدقيقة 77، لتؤكد تفوق المنتخب الاسكندنافي.
لم يواجه فريق المدرب بيتر جيرهاردسون أي صعوبة تُذكر أمام بولندا، بقيادة نجمة برشلونة إيوا باجور.
بدا الفريق السويدي أقوى وأكثر جاهزية من المنتخب الألماني الذي توقعه الجميع. تعاملت السويد مع بولندا بثقة، كفريق قادر على إلحاق الهزيمة بأي فريق يواجهه في الجولة القادمة.
لم تكن القائدة المخضرمة أسلاني، التي سجلت هدفها الدولي التاسع والأربعين في مباراتها رقم 201 مع منتخب بلادها يوم الثلاثاء، قد وُلدت بعد عندما فازت السويد بشرفها الكبير الوحيد في بطولة أمم أوروبا 1984 التي ضمت أربعة منتخبات.
ألمانيا تضمن التأهل بروح قتالية
تأهلت ألمانيا هي الأخرى إلى ربع نهائي يورو 2025 بعد فوزها على الدنمارك 2-1، لتواصل بدايتها المثالية في سويسرا.
سجلت ليا شولر هدف الفوز لألمانيا في الدقيقة 66، حيث قلبت ألمانيا تأخرها في بازل إلى ست نقاط، لتتأهل إلى الدور التالي قبل مباراة واحدة من نهاية البطولة.
أدركت سجويك نوسكين التعادل لألمانيا من ركلة جزاء قبل 10 دقائق من هدف شولر الثاني في مباراتين، حيث ألغت هدف الافتتاح الصاروخي لأمالي فانجسجارد للدنماركيين.
وعلق المدرب ووك على الأداء قائلاً: “على المستوى الفني، واجهنا صعوبة كبيرة في اللعب.
لكن العنصر الأساسي الآخر الذي يميز أي فريق ألماني دائماً هو الذي سيطر على المباراة: الروح القتالية، والرغبة في الفوز. لقد فزنا بفضل عقليتنا.”
كان بإمكان ألمانيا أن تتقدم بالفعل عندما سجل فانجسجارد، حيث أُلغي هدف كلارا بويل الرائع في الدقيقة 18 بسبب تسلل نويسكين وتدخلها في اللعب.
كما تعرض أبطال أوروبا ثماني مرات لخيبة أمل جديدة في الدقيقة 40 عندما احتسبت لهم ركلة جزاء بسبب لمسة يد، لكن تقنية الفيديو كانت في صالحهم عندما استُدعيت الحكمة إلى شاشة جانب الملعب، ورأت أن كاترين فيجي أسقطت ليندا دالمان بشكل أخرق، مما منح نويسكين فرصة التعادل.
من هناك، كان المنتخب الألماني عصياً على السيطرة، وبرز شولر في المكان المناسب ليستقبل تمريرة جول براند السهلة ويحافظ على بداية مثالية لألمانيا في البطولة.
تحليل خاص: هل أصبحت السويد المرشح الأبرز للفوز بلقب يورو 2025؟
السويد، أكبر دولة في دول الشمال الأوروبي والدول الاسكندنافية، نادراً ما شاركت في بطولة دولية كبرى كواحدة من المرشحين للفوز.
آخر مرة فازت فيها السويد بالميدالية الذهبية كانت في بطولة أوروبا عام 1984، عندما تغلبت على إنجلترا في النهائي بركلات الترجيح. بعد ثمانية وثلاثين عاماً، يُعدّ المنتخب الاسكندنافي، ذو الزي الأزرق والأصفر، أحد المنتخبات الوطنية التي قد ترفع كأس يورو 2025 هذا الصيف.
هل أصبح المنتخب المرشح الأبرز أخيراً؟
ربما بدأ كل شيء بجدية الصيف الماضي في أولمبياد طوكيو 2020 (أقيمت في 2021)، عندما كسرت السويد ثاني أطول سلسلة انتصارات للولايات المتحدة في تاريخها.
كان أداء السويد قوياً، حيث فازوا بنتيجة 3-0 في مباراة بدا فيها أداء الولايات المتحدة متواضعاً لأول مرة منذ فترة طويلة.
كانت تلك نهاية سلسلة من 44 مباراة دون خسارة، وأول مباراة يفشل فيها المنتخب الأمريكي في التسجيل منذ 27 يوليو 2017. (بالرغم من وصولهم للنهائي، خسرت السويد أمام كندا في مباراة تحديد المركز الذهبي).
احتلت السويد المركز الثالث في كأس العالم 2019 بعد فوزها على إنجلترا بنتيجة 2-1 في مباراة تحديد المركز الثالث.
في تلك المباراة، قدم المنتخب السويدي أفضل أداء له على الإطلاق في أول 20 دقيقة، لكن في العام الماضي ضد الولايات المتحدة، حافظ على مستواه طوال 90 دقيقة.
ربما كان ذلك هو الوقت الذي بدأ فيه مكانه كمرشح قوي للفوز في يورو 2025.
الآن، يظهر المنتخب السويدي في يورو 2025 بأسلوب لعب يتميز بالمرونة الهجومية والصلابة البدنية، مما سمح له بفرض إيقاعه على الخصوم.
هذا يتناقض أحياناً مع أداء ألمانيا الذي، رغم فعاليته وروحها القتالية التي أكد عليها المدرب ووك، أظهر بعض الصعوبات الفنية وتجاوز تحدياته بالعزيمة أكثر من السيطرة المطلقة على مجريات اللعب.
التاريخ يحمل فصولاً من الإثارة بين هذين العملاقين.
فبعد فوز ألمانيا بالميدالية الذهبية في أولمبياد ريو 2016 على حساب السويد، جاء رد السويد قاطعًا في ربع نهائي كأس العالم 2019، عندما أطاحت بألمانيا بنتيجة 2-1 في فوز تاريخي رسخ مكانتها كقوة لا يُستهان بها.
هذا التاريخ الحافل بالندية يُمهد لمواجهة الجولة الأخيرة التي لن تكون مجرد تحصيل حاصل، بل ستكون معركة تكتيكية ونفسية لتحديد متصدر المجموعة.
السويد، التي أظهرت انسجاماً هجومياً مذهلاً أمام بولندا، ستبحث عن تأكيد تفوقها الفني، بينما ستعتمد ألمانيا على خبرتها وروحها القتالية لتجاوز التحدي وتأمين الصدارة التي قد تمنحها مساراً أسهل في الأدوار الإقصائية.
تعاملت السويد مع بولندا بثقة، بل وبدت أقوى من المنتخب الألماني الذي توقعه الجميع، وهذا يؤكد على استعدادها لمواجهة أي فريق في الجولات القادمة.
هذا الأداء القوي يجعلها بحق مرشحاً جدياً لرفع كأس البطولة هذا العام.
هذه المواجهة القادمة ليست فقط لتحديد الصدارة، بل هي تأكيد على من منهما يحمل مفاتيح اللقب الحقيقي في يورو 2025.
