لم تكن هذه المباراة مجرد لقاء عادي؛ بل كانت صراعاً على الهوية والعبور، خصوصاً لمنتخب تونس الذي دخلها تحت ضغط هائل.

فبعد الهزيمة القاسية 3-0 أمام نيجيريا في الجولة الأولى، كان على نسور قرطاج تحقيق الفوز بأي ثمن لإنعاش آمالهم.

في المقابل، دخلت الجزائر، المنتصرة سابقاً على بوتسوانا (1-0)، اللقاء بطموح حسم التأهل مبكرًا.

شهدت المباراة سيطرة ميدانية وفنية واضحة للمنتخب الجزائري، الذي استحوذ على الكرة بنسبة 69.9% مقابل 30.1% فقط لتونس. فرضت “الخضر” إيقاعها منذ الدقائق الأولى، وكثّفت الضغط عبر الركنيات والمحاولات الخطيرة طوال الشوط الأول. لكن الدفاع التونسي، بقيادة حارسته المتألقة، كان منظماً وصلباً كالصخرة، ليحول دون ترجمة هذه الجهود إلى أهداف.

ورغم تراجعهن، لم تتخل التونسيات عن روح الهجوم، وشكلن خطورة ببعض المحاولات، خصوصًا من سناء قرمازي وسمية عوني اللتين أجبرتا الحارسة الجزائرية (كلوي نغازي) على التدخل ببراعة، لكن دون أن تنجحا في هز شباكها.

في الشوط الثاني، ارتفعت وتيرة الحماس والتوتر.

حاولت التونسيات الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، لكن الفرص القليلة، مثل تسديدة سمية عوني من ركلة حرة بعيدة، لم تُقلق كثيراً حارسة الجزائر المتألقة كلوي نغازي. إلا أن التألق اللافت للحارسة التونسية سليمة جبراني، التي استحقت عن جدارة جائزة أفضل لاعبة في المباراة، حرم “الخضر” من هدف التقدم المحقق، لتُثبت أنها حائط صد منيع أمام هجماتهن المتواصلة.