ثورة ويغمان التكتيكية: إنجلترا تستعيد روح "الأسود الثلاثة" وتُسكت المشككين في يورو 2025!
9 يوليو 2025 م
في عالم كرة القدم، حيث تتغير الأقدار في رمشة عين، وجدت إنجلترا نفسها تحت مجهر النقد بعد هزيمتها الصادمة 2-1 أمام فرنسا في افتتاح مشوارها بيورو 2025.
كانت الشكوك تتراكم، والضغوط تتعاظم على حامل اللقب الذي كان مطالباً بإعادة ترتيب الأوراق لضمان بقائه في المنافسة.
لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن مجرد فوز، بل كان استعادة لروح “إنجلترا الحقيقية” التي وعدت بها لاعبة خط الوسط جورجيا ستانواي، إنجلترا التي تجلت في أداء كاسح على هولندا برباعية نظيفة مؤكدة أن “الأسود الثلاثة” لم تُلقِ بعد أوراقها في هذه البطولة.
وضع المجموعة: حكاية صراع "الأسود الثلاثة" في المجموعة "د"
مع انقضاء الجولة الثانية من منافسات المجموعة “د” في يورو 2025، تتكشف ملامح الصراع على بطاقتي التأهل نحو الأدوار الإقصائية.
البداية لم تكن سهلة على الإطلاق بالنسبة لإنجلترا حاملة اللقب؛ ففي الجولة الافتتاحية بتاريخ 5 يوليو 2025، تلقت “الأسود الثلاثة” ضربة موجعة بخسارتها 2-1 أمام فرنسا، التي أكدت مبكراً طموحها بالصدارة.
في اليوم ذاته، تمكنت هولندا من حصد أول ثلاث نقاط لها بفوز صعب على ويلز بنتيجة 2-1.
هذه النتائج وضعت إنجلترا تحت ضغط هائل قبل مباراتها الثانية.
كان الجميع يترقب ردة فعل بطلة أوروبا، ولم تخيب الظن.
في 9 يوليو 2025، قدمت إنجلترا عرضاً كاسحاً أمام هولندا، حيث سحقت منافستها بأربعة أهداف نظيفة. هذا الفوز لم يمحو آثار الخسارة الأولى فحسب، بل أعاد إنجلترا بقوة إلى سباق التأهل وعزز فارق أهدافها بشكل لافت.
في المباراة الأخرى من نفس اليوم، واصلت فرنسا تألقها وأمّنت فوزاً مقنعاً 4-0 على ويلز، لتؤكد تفوقها وخطوتها الثابتة نحو صدارة المجموعة.

وبناءً على هذه النتائج، فإن ترتيب المجموعة “د” يبدو كالتالي قبل الجولة الأخيرة:
1 . فرنسا: تتصدر المجموعة برصيد 6 نقاط من فوزين، وتكاد تضمن التأهل كمتصدرة.
2 . إنجلترا: تحتل المركز الثاني برصيد 3 نقاط، لكن فارق الأهداف الإيجابي (3+) يمنحها أفضلية واضحة على هولندا.
3 . هولندا: تأتي في المركز الثالث أيضاً برصيد 3 نقاط، لكن فارق أهدافها السلبي (-1) يضعها في موقف حرج.
4 . ويلز: تتذيل الترتيب بدون نقاط بعد خسارتين، وتبدو فرصها في التأهل ضئيلة للغاية.
الآن، تتركز الأنظار على الجولة الأخيرة الحاسمة التي ستقام في 13 يوليو 2025.
ستواجه إنجلترا خصمها ويلز في مباراة تعد بمثابة نهائي مبكر للأسود الثلاثة؛ فالفوز سيضمن لها بطاقة التأهل المباشر إلى ربع النهائي.
وفي نفس التوقيت، ستشهد مباراة هولندا وفرنسا صراعاً على المركز الثاني أيضاً، خاصة إذا ما تعثرت إنجلترا، ولكن الأفضلية تبقى لإنجلترا بفضل فارق الأهداف.
“الأسود الثلاثة” عازمة على حسم التأهل وتأكيد أن كبوة البداية كانت مجرد عثرة في طريقها نحو اللقب.
تحدي العرش: كيف تعاملت سارينا ويغمان مع عاصفة النقد؟
عندما تُقود فريقاً لنهائيين كبيرين متتاليين وتتوج بلقب قاري، فإن المعيار يصبح مرتفعاً للغاية.
أي تراجع يُفسر على أنه خيبة أمل، وهذا بالضبط ما واجهته المدربة الهولندية سارينا ويغمان بعد الأداء المتذبذب أمام فرنسا.
كانت تلك الخسارة هي الأولى لويغمان في بطولة أمم أوروبا بعد سلسلة مذهلة من 12 فوزاً متتالياً، كما كانت المرة الأولى التي تخسر فيها بطلة أوروبا للسيدات مباراتها الافتتاحية في حملة الدفاع عن لقبها في البطولة التالية.

اعترفت ويغمان بصراحة أن التدقيق كان “صعباً”، لكنها المدربة التي لا تعرف الاستسلام.
وبصوت يملؤه الهدوء والثقة، قالت: “لطالما عرفت قبل هذه البطولة أنها مجموعة صعبة للغاية.
قد يحدث ذلك، لكن عليك الفوز بالمباريات الأخرى… كان عليّ فقط التركيز على عملي، ومراجعة أدائي جيداً، والتفكير في كيفية توحيد صفوفنا.”
تُعد ويغمان بالفعل أسطورة في التدريب؛ لا يوجد مدرب حقق انتصارات أكثر منها في بطولة أوروبا (13 فوزاً)، كما أنها تتمتع بأفضل معدل أهداف في المباراة الواحدة، حيث سجلت فرقها 40 هدفاً في 14 مباراة.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات؛ إنها شهادة على قدرتها على الصمود والابتكار تحت الضغط.
خطة العبقرية: ويغمان تُغيّر كل شيء وتُحصد الثمار!
بعد الانتقادات اللاذعة لقرارها إشراك لورين جيمس في مركز صانع الألعاب ضد فرنسا، وهو ما ترك إنجلترا مكشوفة دفاعياً، أظهرت ويغمان مرونتها التكتيكية وذكاءها الفني.
ضد هولندا، اتخذت المدربة جميع الخيارات الصحيحة التي حولت دفة المباراة:

. لورين جيمس عادت إلى مركزها المفضل في الجناح الأيمن، حيث انفجرت طاقاتها الهجومية وسجلت هدفين من الأهداف الأربعة.
. بدأت إيلا تون من مانشستر يونايتد في مركز صانع الألعاب، وسجلت هدفاً أيضاً، مما أثبت فعاليتها في هذا الدور المحوري.
. في الدفاع، شهدنا تحولاً جريئاً، حيث انتقلت جيس كارتر، التي عانت كظهير أيسر أمام فرنسا، إلى قلب الدفاع، وتبادلت المراكز ببراعة مع أليكس غرينوود.
هذا التغيير أعاد التوازن الدفاعي، وحافظت إنجلترا على نظافة شباكها.
قالت ويغمان بثقة: “كانت الأولوية هي التجاوز واستغلال المساحات. ضغطت هولندا، لذا أردنا اختراق دفاعهن.
وقد نجح ذلك بشكل رائع.” وأضافت: “[جيمس] جاءت في مواقع جيدة، لكنها تستطيع القيام بذلك أيضاً في خط الوسط.
في خط الوسط اليوم، أردنا إيلا [تون] لأنها تستطيع الانطلاق بشكل جيد في الخلف.”
نجحت الخطة بامتياز. تجلى ذلك في شل حركة مهاجمة هولندا الخطيرة فيفيان ميديما، التي لم تلمس الكرة سوى ثماني مرات فقط في الشوط الأول.
ولأول مرة منذ عام 2011، استقبلت شباك هولندا أكثر من هدفين في مباراة واحدة ببطولة كبرى للسيدات، وسددت أربع تسديدات فقط، وهو الأقل لها على الإطلاق في بطولة كبرى.
هذا أداء إنجليزي أصيل": صوت اللاعبات يرسم لوحة العودة!
لم تكن العودة مجرد تغييرات تكتيكية، بل كانت عودة للروح التي يتغنى بها اللاعبون أنفسهم.
لاعبة خط الوسط كيرا والش اعترفت بصراحة: “كان علينا الاعتراف بأن اليوم يكون سيئاً أحياناً، وكان يوماً سيئاً للغاية ضد فرنسا.
“لكن الإصرار على تجاوز ذلك والتعبير عن الذات على أرض الملعب كان واضحاً.
شعرت المهاجمة أليسيا روسو أن الفريق قدّم أداء “إنجلترا الحقيقية” الذي طال انتظاره: “إن الإنجليزية الحقيقية بالنسبة لنا تعني أننا سنعمل بجد حتى نفقد القدرة على الجري، وأن نتماسك ونعلم أننا نسيطر على الكرة.
كنا نستحوذ على الكرة في المناطق المناسبة، وكنا دقيقين في استغلال فرصنا.
أردنا العودة إلى جذورنا، ونعلم أننا قادرون على تقديم أداء كهذا.”
كانت روسو نفسها نجمة الليلة، حيث قدمت ثلاث تمريرات حاسمة، لتصبح أول لاعبة في التاريخ (منذ عام 2013) تحقق هذا الإنجاز في مباراة ببطولة أوروبا للسيدات. ولورين جيمس، بفضل هدفيها، أصبحت لاعبة أوروبية ساهمت بشكل مباشر في تسجيل ثمانية أهداف أكثر من أي لاعبة أوروبية أخرى في آخر بطولتين رئيسيتين.
تألقت ستانواي وتون في خط الوسط، بينما أظهرت كارتر قدرة فائقة في قلب الدفاع، وأبدعت غرينوود كظهير أيسر.
لخصت لوسي برونز هذا الانسجام قائلة: “يمكننا تغيير هيكل الفريق بوجود العديد من اللاعبات المختلفات.
هذه نقطة قوة لدينا، أن كل لاعبة تتميز بمهارة عالية في شيء ما.” وأضافت: “غرينوود ليست أسرع لاعبة في الملعب، وأعتقد أنها راقبت تشاستي غرانت تماماً.
كانت متقدمة في اللعب، وكانت هجومية. كما غطت جيس كارتر كل دقيقة من المباراة.”هذا هو الأداء الإنجليزي المثالي الذي يبحثون عنه.
جيس كارتر نفسها صرحت لإذاعة بي بي سي 5 لايف أن المدافعتين شعرتا “بالعزلة” في الهزيمة أمام فرنسا، وأنهما أرادتا التغلب على ذلك، مؤكدة: “لست ممن يتساءلون ويسألون عن الأسباب، أنا فقط أقوم بالعمل المطلوب مني.”

التفاؤل يعود: الطريق إلى ربع النهائي!
عادت إنجلترا إلى دائرة المرشحين بقوة. فبعد أن كانت من أبرز المرشحين للفوز بالبطولة قبل بدايتها، ورغم كبوة فرنسا، فإن التأهل إلى ربع النهائي بات في متناول اليد.
إذا تمكنت “الأسود الثلاثة” من الفوز على ويلز في مباراتهم الأخيرة بدور المجموعات، فسيكونون قد حجزوا مقعدهم في دور الثمانية.
أقرت ويغمان بجدية الموقف: “كانت عواقب النتيجة وخيمة ضد هولندا”، لكنها لم تكن مفاجئة لها.
“كنا نعلم تماماً أننا سنتأهل مباشرةً إلى النهائيات [أمام منافس قوي]… خسارة المباراة الأولى لم تكن نهاية العالم، لكنها لا تضعك في أفضل وضع.
كنا نعلم أن علينا تقديم أداء جيد، وقد فعل الفريق ذلك.”
الشكوك التي أحاطت بإنجلترا كانت مبكرة جداً بالنسبة لفريق فاز بيورو 2022 ووصل إلى نهائي كأس العالم 2023.
لخصت كيرا والش الأمر ببساطة: “كان الجميع في حالة ذعر، لكننا كنا لا نزال بحاجة إلى الفوز بهذه المباراة سواء فزنا على فرنسا أم لا، وكنا نعلم ذلك.
لم يتغير الهدف. أردنا أن نفرض سيطرتنا عليهم ونصحح ما أخطأنا فيه بالأمس.
أعتقد أننا أثبتنا صحة ما قلناه في وسائل الإعلام، وكان الجميع على أتمّ الاستعداد من صافرة البداية إلى النهاية.”
إنجلترا عادت بقوة، وتحدي يورو 2025 بدأ للتو. الأداء ضد هولندا لم يكن مجرد فوز، بل كان إعلاناً عن عودة بطل أراد أن يثبت للعالم أن روحه القتالية لا تُقهر.
بهذه الطريقة، أصبح قسم “وضع المجموعة” يروي قصة تطور المجموعة ونتائجها بشكل متسلسل وجذاب، مع دمج الجدول لتوضيح الصورة النهائية.
هل ترى أن هذا النهج يخدم هدفك بشكل أفضل؟
وما هي المقالة التالية التي تود العمل عليها؟