من معرض باريس الجوي والرياض، 27 يونيو 2025 – 01:05 صباحاً بتوقيت شرق أوروبا
تستعد “طيران الرياض“، الناقل الجوي السعودي الجديد، لإحداث ثورة في قطاع الطيران الإقليمي والدولي. مع اقتراب موعد إطلاق أولى رحلاتها التجارية بحلول نهاية العام الجاري، تتكشف ملامح استراتيجية طموحة ترتكز على أسطول ضخم، هوية بصرية فريدة، ورؤية لربط المملكة والعالم مع نظرة إيجابية تجاه التطورات الإقليمية.
أسطول هائل: 182 طائرة تحت الطلب لربط الرياض بالعالم
أعلن أسامة النويصر، نائب الرئيس للتسويق والتواصل المؤسسي لـ “طيران الرياض“، عن طلبية شراء جديدة لـ 50 طائرة إيرباص من طراز A350 ذات المدى الطويل.
هذا الإعلان، الذي جاء في مقابلة على هامش معرض باريس الجوي، يعزز بشكل كبير أسطول “طيران الرياض” الذي يضم الآن 182 طائرة تحت الطلب.
هذا العدد الضخم يعكس الطموح الكبير للناقل الجوي الذي يتخذ من العاصمة الرياض مركزًا له.
تهدف هذه الطائرات الحديثة إلى ربط الرياض بالوجهات العالمية بين الشرق والغرب، لتكون بوابة رئيسية تربط المملكة بالعالم، والعالم بالمملكة.
وتُكمل هذه الطلبيات الضخمة استعدادات الشركة لبدء عمليات التشغيل بحلول نهاية العام الجاري.
جاهزية تشغيلية وهوية بصرية فريدة: "لأننا نستطيع!"
قطعت “طيران الرياض” شوطاً طويلاً في استعداداتها التشغيلية والترويجية.
وقد أكملت مراحل مهمة خلال النصف الأول من العام، أبرزها:
. الحصول على شهادة المشغل الجوي (AOC) من الهيئة العامة للطيران المدني، مما يؤكد استيفاءها لجميع المتطلبات التنظيمية ومعايير السلامة والأمن والجودة التشغيلية.
. الكشف عن تصميم المقصورة الداخلية للطائرات، بهدف تقديم تجربة ضيوف فريدة ومتميزة.
توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لـ “طيران الرياض“، أكد في مقابلة خاصة حول جهود الشركة، أن “طيران الرياض” استغرقت قرابة ثلاث سنوات من العمل المتواصل للوصول إلى هذه المراحل النهائية.
وأشار دوغلاس إلى حرص الشركة على بناء هوية بصرية متميزة، حيث تم الكشف عن تصميمين لطائراتها، الأول في معرض باريس للطيران 2023، والثاني في معرض دبي للطيران.
وتُكمل هذه الطلبيات الضخمة استعدادات الشركة لبدء عمليات التشغيل بحلول نهاية العام الجاري.

ورداً على تساؤلات حول سبب تصميمين، قال دوغلاس ببساطة: “لأننا نستطيع”، مضيفاً أنهم أرادوا التعبير عن فخرهم بناقل وطني يعكس الأناقة والرقي والتميز.
كما شاركت الشركة في فعاليات بارزة مثل أسبوع الموضة بباريس 2024 لعرض زي طاقم الطائرة، وكشفت عن مقصورة الطائرة خلال سباق الفورمولا 1 في جدة، مما يعكس استراتيجية تسويقية مبتكرة.
الوجهات الأولية: التركيز على الرحلات الطويلة وحاجة السوق السعودية
يستهدف أسطول “طيران الرياض” الوصول إلى 132 طائرة بحلول 2030، منها 72 طائرة بوينغ 787 و60 طائرة إيرباص A321، مع الإعلان عن فئة ثالثة من الطائرات بحلول الصيف.
أكد دوغلاس أن السوق السعودية، كواحدة من أكبر الاقتصادات في مجموعة العشرين، بحاجة ماسة إلى ناقلين وطنيين للرحلات الطويلة، نظراً لضخامة الدولة وتعدادها السكاني وعدم وجود اتصال دولي كافٍ حالياً.
من المتوقع أن تنطلق “طيران الرياض” أولاً برحلات طويلة، نظراً لتسلمها طائرات بوينغ 787 قبل غيرها.
الوجهات الأولى ستكون على الأرجح من عواصم شمال غرب أوروبا إلى الرياض، مع إمكانية تشغيل رحلات أقصر بعد ذلك مثل جدة ودبي.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن آلية بيع التذاكر والوجهة الأولى خلال الأشهر القادمة، مع وصول أولى الطائرات وبدء تدريب الأطقم تمهيدًا للانطلاق المرتقب.
نظرة إقليمية: انفتاح الأجواء السورية "خطوة بالاتجاه الصحيح"
في إشارة إلى رؤية “طيران الرياض” الأوسع للمنطقة، أكدت الشركة أن قرار إعادة فتح المجال الجوي السوري يُعد “إشارة إيجابية على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح نحو استعادة الاستقرار وتعزيز التواصل الإقليمي.”
وأضافت الشركة أن هذه الخطوة ستسهم في تسهيل حركة النقل الجوي وتعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين الدول، معربةً عن تطلعها إلى توسيع شبكتها بما يتماشى مع التطورات الإيجابية في المنطقة.
هذا الموقف يعكس دور “طيران الرياض” المحتمل في تعزيز الربط الجوي ليس فقط للمملكة ولكن للمنطقة بأكملها.
بينما تواصل الخطوط السعودية، الناقل الوطني الآخر، تركيزها التدريجي على مركز عملياتها التاريخي في جدة، يؤكد دوغلاس أن “كلا السوقين بحاجة إلى نمو وتطوير مستمر”، مما يشير إلى استراتيجية تكاملية تهدف إلى تعظيم النمو في قطاع الطيران السعودي.