الخميس 3 يوليو 2025، الساعة 4:14 مساءً بتوقيت غرينتش
هل تؤمنون بالسحر؟ في عالم التنس، حيث تتغير الأقدار في رمشة عين، نسجت النجمة الأرجنتينية سولانا سييرا قصةً تُلهِم كل من يطمح إلى المستحيل! منذ أيام قليلة، كانت سييرا تُصارع خيبة الأمل، تفكر في نهاية غير متوقعة لرحلتها في ويمبلدون، بعد أن أضاعت نقطة المباراة في الجولة الأخيرة من التصفيات.
تقدمت 5-3 في المجموعة الحاسمة، لتخسر أربعة أشواط متتالية وتتبدد أحلامها.
لكن القدر كان يحمل لها مفاجأة ساحرة!
من خاسرة "محظوظة" إلى نجمة ساطعة: معجزة سولانا سييرا!
يوم الخميس الماضي، كانت سييرا في قضم أظافرها، تستعد للرحيل. لكن يوم الجمعة، وجدت نفسها على أرض الملعب، تستعد لمواجهة كريستينا بوكسا في الدور الثالث من “ذا تشامبيونز”! كيف؟ بفضل لمسة من القدر، دخلت القرعة الرئيسية كـ “خاسرة محظوظة“!

قالت سييرا مبتسمةً عن هذا التحول الذي يُشبه الحلم:
“يا له من جنون! لأنني كنتُ قد خرجتُ بالفعل من البطولة، لكنني سعيدةٌ جدًا لأنني انتهزتُ الفرصة.”
تخيلوا الموقف: علمت سييرا، البالغة من العمر 21 عاماً، أنها ستشارك في بطولة SW19 قبل 15 دقيقة فقط من دخولها الملعب في الجولة الأولى!
هذا الشعور بالحرية، بعد أن لم يكن لديها ما تخسره، قادها إلى فوز مذهل بمجموعتين متتاليتين على الأسترالية أوليفيا جاديكي.
تذكرت سييرا تلك اللحظات الفاصلة:
“لم يكن لديّ الكثير من الوقت… غيرتُ ملابسي فحسب، واستغرقنا خمس دقائق ثم دخلتُ الملعب. لكن الأمر كان جيداً لأنني لم أفكر كثيراً.”
مواجهة بولتر: النجمة الأرجنتينية تُسقط المصنفة!
لم تكتفِ سييرا بذلك! كان هناك المزيد من الوقت للتفكير في مباراة الدور الثاني مع المصنفة 43 عالمياً البريطانية كاتي بولتر على الملعب رقم 1 المرموق.

لكن سولانا، بعزيمتها الفولاذية، استغلت المناسبة بفوز مدوٍ بنتيجة 6-7 (7)، 6-2، 6-1! هذا ليس مجرد فوز، إنه أول انتصار لها على لاعبة من أفضل 50 لاعبة في العالم!
بمشاعر غامرة، قالت سييرا:
“كنت أكثر توتراً قبل المباراة، ولكن عندما دخلت الملعب كنت سعيدة جداً لوجودي هناك. لقد استمتعت بكل لحظة”.
بهذا الفوز التاريخي، تكون سييرا قد حققت إنجازاً من نوع خاص للأرجنتين؛ فهي أول امرأة من بلدها تتقدم حتى الآن في البطولة منذ جيزيلا دولكو في عام 2009.

مستلهمة من أساطير مثل غابرييلا ساباتيني وخوان مارتن ديل بوترو، تُثبت سييرا أنها تُحدث فرقًا ملحوظاً.
خاصة وأنها تتخذ من أكاديمية رافا نادال في مايوركا مقراً لها منذ مارس، وهو ما يتزامن مع أسرع تطور في مسيرتها المهنية، حيث ارتقت من المركز 167 عالمياً إلى أول ظهور لها ضمن أفضل 100 لاعبة!
تحديات العشب... وأحلام المجد!
المثير للدهشة، أن مشاركة سييرا في ويمبلدون 2025 تُمثل المرة الثانية فقط التي تُشارك فيها على الملاعب العشبية في مستوى المحترفين!
بعد تألقها على الملاعب الترابية، أوضحت سييرا أنها تعلمت فن “الحفاظ على مستوى منخفض” على هذه الملاعب غير المألوفة.
قالت سييرا، التي نشأت في مدينة مار ديل بلاتا الساحلية:
“شاركتُ العام الماضي في تصفيات ويمبلدون، وقد أعجبني الأمر.
أما هذا العام، فقد تدربنا قبل أسبوع تقريباً من انطلاق البطولة، ولم أكن أشعر بحال جيدة، لكنني في الوقت نفسه كنتُ معجبة بالأمر.
أما الآن، فأعتقد أن أدائي جيد على العشب، وهو أمر يعجبني.”
حتى الجوانب اللوجستية لم تُثنِها! فوسط الظروف المتغيرة بسرعة، من خسارة في التصفيات، ثم دخول القرعة الرئيسية، ثم الفوز بمباريات متتالية، غيّرت سييرا مكان إقامتها ثلاث مرات في لندن وكانت تستعد للانتقال مرة أخرى!
لكن الإيجابيات تتفوق! هذه الرياضية الشابة، التي تأمل الاحتفال بتقدمها في بطولة SW19 بعقد كان يفوق ميزانيتها سابقاً، تُركز على الفرصة القادمة.
قالت مبتسمةً:
“هذا يعني لي الكثير. لكن نعم، ما زلتُ في البطولة. بالطبع، أنا سعيدة جداً، لكنني أريد الاستمرار.”

إنها قصة إلهام حقيقية لسولانا سييرا، اللاعبة الأرجنتينية التي أثبتت أن الشغف والإيمان بالذات كفيلان بتحويل أي خيبة أمل إلى نقطة انطلاق نحو آفاق جديدة من المجد!