صعود المابل ليف: الكنديون يسطعون في مايوركا ويُعلنون عن “غزو” ويمبلدون!

هل تشعرون بدقات القلب المتسارعة؟ هل تسمعون صوت الكرة وهي ترتطم بالعشب الأخضر؟

إذاً، فأنتم على موعد مع قصة صعود مثيرة تُكتب فصولها الآن على الملاعب العشبية في مايوركا حيث يسطع نجما التنس الكنديان، غابرييل ديالو وفيليكس أوجيه-ألياسيم، ليُعلنا للعالم عن موجة كندية جديدة تستعد لـ”غزو” أعرق بطولات التنس: ويمبلدون!

في لحظات حبست فيها الأنفاس، ومع كل ضربة إرسال ساحقة، أثبت هذان الشابان أن العشب قد يكون أرضهما المفضلة الجديدة.

ففي قلب مايوركا، لم تكن مجرد انتصارات عابرة، بل كانت تأكيدات مدوية على جاهزيتهما لمعركة البطولات الكبرى القادمة.

فما هي تفاصيل هذا التألق الكندي؟ وما الذي ينتظرهما في عاصمة التنس العالمية؟

ديالو: من “مفاجأة الموسم” إلى ربع النهائي!

في يوم الثلاثاء، 24 يونيو 2025، كان “أوتوترون” في روزمالين، هولندا، شاهداً على أولى بشائر هذا الصعود.

ومنذ ذلك الحين، يواصل غابرييل ديالو (23 عاماً)، ابن كندا الطويل (1.98 متر) والمصنف 41 عالمياً (أعلى تصنيف في مسيرته)، كتابة قصة نجاحه على العشب.

في دور الـ 16 من بطولة مايوركا، دخل ديالو مواجهة نارية ضد الصربي لاسلو ديري.

كان الجو مشحوناً، والضربات تتطاير كالمقذوفات.

بعد مجموعة أولى حسمها ديالو بـ 6-3، عاد ديري ليعادل الكفة في المجموعة الثانية 3-6.

لكن ديالو، صاحب الروح القتالية، لم يستسلم. في المجموعة الفاصلة، كسر إرسال منافسه للمرة الثانية ليتقدم 5-3، ثم أطلق إرسالين ساحقين متتاليين أعلنا عن نقطة المباراة.

في ساعة و47 دقيقة من التوتر، حسم ديالو الفوز ببراعة!

أرقامه تتحدث عن بطل قادم: 83% نسبة فوز بنقاط إرساله الأول، 10 إرسالات ساحقة، وإنقاذ ثلاث من أربع نقاط كسر إرسال.

هذا الأداء المبهر لم يكن محض صدفة؛ فقد سبق له أن حقق أول فوز له في بطولة رابطة محترفي التنس في “ليبيما المفتوحة” بهولندا.

والآن، يتوقع أن يقفز ديالو ليجد مكانه بين أفضل 40 لاعباً في العالم!

لكن الطريق ليس مفروشاً بالورود. في ربع النهائي، ينتظر ديالو مواجهة ثأرية ضد الهولندي تالون جريكسبور، المصنف الرابع، الذي كان قد أقصاه من الدور الثاني لبطولة فرنسا المفتوحة هذا العام. هل يثبت ديالو أن العشب هو أرضه الحقيقية للثأر؟

أوجيه-ألياسيم: هدوء وثقة نحو الأمام!

ولم يكن ديالو وحده من صنع الحدث الكندي في مايوركا. فمواطنه وزميله، النجم فيليكس أوجيه-ألياسيم (24 عاماً)، المصنف 27 عالمياً، سار على نفس الدرب بثبات وإتقان. بعد أن أُعفي من المشاركة في الدور الأول، دخل أوجيه-ألياسيم مباشرة في قلب المعركة ضد الفرنسي آرثر ريندركنيش.

كانت المباراة حافلة بالدقة والهدوء من جانب فيليكس.

بعد أن حسم المجموعة الأولى 7-5، كسر أوجيه-ألياسيم إرساله منافسه بخطأ مزدوج من ريندركنيش، ليتقدم 5-3 في المجموعة الثانية، ثم حسم المباراة بكل ثقة بإرساله في أقل من ساعة و53 دقيقة.

أوجيه-ألياسيم، الذي يسعى جاهداً لتحقيق نتائج أفضل على الملاعب العشبية، يتجه الآن نحو سادس ظهور له في القرعة الرئيسية لويمبلدون.

بعد أن وصل إلى ربع النهائي في عام 2021، خرج من الدور الأول في آخر ثلاث نسخ على العشب. هل تكون مايوركا هي نقطة التحول التي تعيده إلى القمة في نادي عموم إنجلترا؟ في مباراته القادمة، سيواجه الصربي حمد مجيدوفيتش.

فرنانديز ودابروفسكي: لمحات من التحديات والآمال النسائية

لم يقتصر المشهد الكندي على الرجال فحسب. ففي عالم التنس النسائي، شهدت بطولة باد هومبورغ الألمانية محاولة النجمة الكندية ليلى فرنانديز (21 عاماً) لإنهاء استعداداتها على العشب. رغم قتالها الشرس، خرجت فرنانديز من دور الـ 16 بعد خسارة قاسية أمام الإيطالية جاسمين باوليني (المصنفة الثانية) في مبارة ماراثونية بنتيجتي 7-6 (8) و7-6 (6). سددت فرنانديز 7 إرسالات ساحقة، ولكن 4 أخطاء مزدوجة كانت حاسمة في النهاية.

وفي الزوجي، لم يحالف الحظ الفريق المصنف الأول المكون من غابرييلا دابروفسكي من أوتاوا وشريكتها إيرين روتليف من نيوزيلندا، حيث خرجتا من الدور الأول في بطولة باد هومبورغ أيضاً، بعد خسارة مثيرة للجدل 6-7 (7)، 7-5، 10-8، رغم الفوز بالمجموعة الأولى.

تصفيات ويمبلدون: معركة الحصول على مكان في المجد

بينما يستعد النجوم للقرعة الرئيسية، تدور معارك أخرى حامية الوطيس في تصفيات ويمبلدون. من بين الكنديين المشاركين:

. أليكسيس غالارنو من لافال، كيبيك، الذي تأهل إلى الدور الثاني في تصفيات الرجال بفوزه على مورفي كاسوني من الولايات المتحدة.

. ليام دراكسل من نيوماركت، أونتاريو، الذي أخفق في التأهل بعد خسارته أمام المخضرم الصربي دوسان لايوفيتش.

وتستعد تصفيات السيدات للانطلاق غداً، بمشاركة كوكبة من النجمات الكنديات الطموحات: فيكتوريا مبوكو، ريبيكا مارينو، بيانكا أندريسكو (نجمة سبق لها تحقيق لقب جراند سلام)، وكايلا كروس، وكارسون برانستين.

الأخيرة، التي أسرت الجماهير بوصولها غير المتوقع إلى نصف نهائي بطولة فرنسا المفتوحة، ستخوض مباراة افتتاحية مثيرة في التصفيات.

الآن، تتجه الأنظار نحو 30 يونيو، موعد انطلاق القرعة الرئيسية لويمبلدون، ثالث البطولات الأربع الكبرى لهذا الموسم، على الملاعب العشبية لنادي عموم إنجلترا. فهل يشهد هذا العام “غزواً كندياً” للمجد؟ وهل يُكلل ديالو وأوجيه-ألياسيم مسيرتهما الصاعدة بلقب تاريخي؟

المزيد من الكاتب

تفجير قنبلة في عالم كرة القدم: كيليان مبابي يقاضي باريس سان جيرمان بتهمة “التحرش المعنوي

ويمبلدون 2025: عودة الأبطال، صراع المناخ، ومفاجآت تنسج قصصاً لا تُنسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *