صراع الضوء والطيارات: لماذا يُقاضي مطار سخيبول أمستردام ألواح الطاقة الشمسية؟

تخيل المشهد: مطار من بين الأكثر ازدحاماً في أوروبا، حركة طيران لا تتوقف، وفجأة… مدرج حيوي يغلق! السبب ليس عطلاً فنياً تقليدياً، ولا حتى ظروفًا جوية قاسية، بل هو أمر لم يخطر ببال أحد: وهج ألواح الطاقة الشمسية.

في وقت سابق من هذا العام، واجه مطار سخيبول أمستردام (AMS)، المركز الهولندي الحيوي وعضو تحالف سكاي تيم، صدمة عملياتية حقيقية.

ألواح شمسية في مزرعة طاقة قريبة تسببت في وهج ساطع أثر على رؤية الطيارين، مما أدى إلى إغلاق مؤقت لمدرج حيوي.

ورغم أن المطار يضم ستة مدارج، فإن تعطيل أحدها قد يُخلف آثاراً كارثية، تتجاوز مجرد تأخير الرحلات لتطال سلامة الركاب وراحة السكان المحليين.

مع احتمال عودة هذه المشكلة هذا الصيف، لم يجد المطار بداً من التصعيد.

في خطوة غير مسبوقة، يسعى مطار سخيبول إلى معالجة الأمر مباشرة عبر القضاء، بهدف إزالة الألواح الشمسية تماماً بعد مفاوضات فاشلة مع كافة الأطراف المعنية. فما القصة الكاملة وراء هذا الصراع غير المتوقع بين التكنولوجيا الخضراء وسلامة الطيران؟

عندما يصبح “الوهج” تهديدًا لسلامة الطيران

في مارس من هذا العام، شهد مطار سخيبول أمستردام واقعة مقلقة أوردتها صحيفة “أفييشن 24”.

اضطر المطار لإغلاق المدرج 18R/36L، المعروف بـ “بولدربان”، لعدة أسابيع، وتحديدًا بين الساعة 10:00 و12:00 ظهراً. السبب؟

وهج الألواح الشمسية القريبة الذي أعاق رؤية الطيارين أثناء هبوطهم.

لم يقتصر تأثير هذا الإغلاق على تعطل العمليات في الأيام المشمسة فحسب، بل امتد ليشمل السكان المحليين.

اضطرت الطائرات لاستخدام مدارج بديلة، مما أدى إلى زيادة الضوضاء بشكل غير معتاد في مناطق لم تعتد ذلك. ورغم أن المدرج أُعيد فتحه بالكامل بحلول 31 مارس، إلا أن المشكلة كانت قد ألقت بظلالها (أو بوهجها) على سير العمل.

المطار أوضح السبب بوضوح: “تقع الألواح الشمسية أسفل مسار الاقتراب المؤدي إلى مدرج بولدربان خارج منطقة الهبوط، ولكن بسبب وهج الشمس، فإنها تعيق رؤية الطيارين.

ويؤدي موقع الشمس إلى حدوث هذا التأثير في الصباح. وقد قدّم الطيارون عدة بلاغات حول هذا الأمر مؤخراً.”

تودور يُطلق صافرة الإنذار: هل الألواح الشمسية خطر أمني؟

مع اقتراب شهر أغسطس، حيث تكون الشمس في أوج تألقها، تشير التقارير إلى أن مشكلة الوهج ستعود مجدداً لتعيق رؤية الطيارين.

وهنا يأتي القرار الحاسم من مطار سخيبول: اتخاذ إجراءات قانونية ضد مزرعة الطاقة الشمسية لمنع المزيد من الاضطراب.

أشارت صحيفة “أفييشن 24” إلى أن المطار سعى للحصول على أمر قضائي لإزالة الألواح الشمسية، بعد أن باءت المفاوضات بالفشل مع مالكي المزرعة، وكذلك مع السلطات المحلية ووزارة البنية التحتية. ووفقاً لموقع Aviation Direct، تزعم الدعوى القضائية أن وجود هذه المنشأة، التي تغطي مساحة ضخمة تبلغ حوالي 100 هكتار، يشكل “خطراً على سلامة الحركة الجوية”.

صحيفة NL Times نقلت عن متحدث باسم المطار أن سبب تصعيد القضية الآن هو أن “إزالة الألواح الشمسية تستغرق من عدة أسابيع إلى أشهر، [وهذا] هو ما يدفع مطار سخيبول إلى رفع دعوى قضائية” للحيلولة دون تكرار المشكلة في أغسطس.

ثمن السلامة: ملايين اليوروهات لإزالة “الوهج الخطر”

لكن القصة لا تتوقف عند الجانب القانوني والتشغيلي.

فإزالة هذه الألواح الشمسية لن تكون عملية سهلة أو رخيصة. نقلًا عن صحيفة De Telegraaf، أشارت NL Times إلى أن هذه العملية ستكلف ملايين اليوروهات.

الأكثر إثارة للقلق هو أن بلدية هارليميرمير، وهي البلدية المحلية المسؤولة، قد حُذرت من مخاطر وهج الألواح الشمسية على الطائرات قبل عدة سنوات.

ورغم ذلك، مُنحت الأذن لبناء المنشأة، التي تقع بجوار الطريق السريع A9 بالقرب من الطرف الشمالي الشرجي للمدرج.

يبدو أن جذور المشكلة تكمن في نوع الزجاج المستخدم في الألواح الشمسية في هذه المزرعة، والذي يُقال إنه يختلف عن النوع الموصى به للاستخدام في هذه المنشآت.

وبينما يزعم البعض أن المنتج الموصى به لم يكن متوفراً، يشير آخرون إلى أنه كان متاحاً ولكن بتكلفة أعلى. هذا الاختلاف البسيط في المواصفات أدى إلى معضلة بيئية وتشغيلية وقانونية معقدة.

فهل تتغلب سلامة الطيران على تحديات الطاقة المتجددة وتكاليفها الباهظة؟ وهل تُشكل هذه القضية سابقة لأزمات مشابهة في المستقبل؟

المزيد من الكاتب

دراما كندية خالصة في ويمبلدون: برانستاين تُطيح بأندريسكو ومبوكو تواصل الزحف نحو المجد!

كأس العالم للأندية 2025: الهلال يصنع التاريخ ويضرب موعدًا ناريًا مع السيتي، وقمة أوروبية تجمع ريال مدريد ويوفنتوس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *