هجوم مفاجئ يهز الشرق الأوسط: ترامب يعلن ضرب منشآت نووية إيرانية وتصريحات حول الرهائن

في تطور دراماتيكي ومفاجئ هزّ المنطقة والعالم، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن شن هجوم عسكري “ناجح للغاية” على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية: فوردو، نطنز، وأصفهان.

جاء هذا الإعلان بعد فترة وجيزة من الترقب لمفاوضات كانت واشنطن قد حددت لها مهلة قصوى، مما يشير إلى تحول جذري في مسار المواجهة بين البلدين.

تفاصيل الهجوم وصدمة الإعلان

وفقاً لتصريحات ترامب المتعددة، التي نشرت عبر منصته “تروث سوشيال” وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية، استهدفت الضربات منشأة فوردو النووية بشكل خاص، والتي تُعرف بكونها حصينة ومُشيدة تحت الأرض على سفح جبل.

أشار ترامب إل

أشار ترامب إلى أن “حمولة كاملة من القنابل” قد أُلقيت على فوردو، وأن “أثقل القنابل في العالم” التي تزن 14 طناً قد استخدمت في الهجوم، عبر طائرات الشبح الأمريكية من طراز بي-2.

كما أكدت فوكس نيوز، نقلاً عن مصدر، استهداف مدخلي المنشأة بقنبلتين خارقتين للتحصينات، واستخدام 30 صاروخاً من طراز توماهوك في الهجوم على المواقع النووية الإيرانية.

ولم تقتصر الضربات على فوردو، بل امتدت لتشمل موقعي نطنز وأصفهان النوويين.

تأهب إقليمي وتنسيق أمريكي-إسرائيلي

في أعقاب إعلان ترامب، دخلت القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك قواعد عين الأسد، فيكتوريا، وأربيل في العراق، في حالة تأهب قصوى.

تزامناً مع ذلك، أكد مسؤولون أمريكيون أن واشنطن أبلغت إسرائيل مسبقاً بالهجوم، مشددين على التنسيق الكامل بين الجانبين.

وهو ما أيَّده مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، مصرحًا لهيئة البث الإسرائيلية (كان) بأن التنسيق كان “كاملاً”.

كما نقل الإعلام الإسرائيلي مشاركة ست طائرات من طراز بي-2 في الهجوم، ونشر صورًا قال إنها لضرب منشأة فوردو.

وأفاد الإعلام الإسرائيلي بتعطيل الدراسة والعمل إلا للضرورة في إسرائيل.

رد الفعل الإيراني والرسائل المتباينة

تراوحت ردود الفعل الأولية من الجانب الإيراني بين النفي والتقليل من شأن الهجوم. في البداية، لم يؤكد الإعلام الإيراني سماع أي أصوات انفجارات بالقرب من منشأة فوردو، فيما أفاد التلفزيون الإيراني بأن منشآت نطنز وفوردو وأصفهان قد تم إخلاؤها مسبقاً، وأن المواقع خالية تقصد الأجهزة والمعدات والمواد والموظفين والعلماء بالمواقع ثم إخلائها ونقلها لمواقع محصنة.

كما لم تصدر وكالة إيرنا أي تأكيد رسمي للضربة من مصادر داخل إيران.

ومع ذلك، جاء تأكيد لاحق من “إدارة الأزمات في محافظة قم” التي أفادت بأن جزءاً من منطقة موقع فوردو النووي تعرض لاعتداء جوي.

كما صرح معاون الشؤون الأمنية في أصفهان: شهدنا اعتداءات قرب المنشآت النووية في أصفهان ونطنز.

في المقابل، أفاد مستشار رئيس البرلمان الإيراني بأن المواقع النووية الثلاثة لم تتضرر. إعلام إيراني ومحافظة أكدوا أن المواقع النووية التي قصفتها أمريكا لا تحتوي على مواد مشعة.

رسالة ترامب: “حان وقت السلام” وتصريحات إسرائيلية حول الرهائن

بعد تأكيد نجاح العملية وعودة جميع الطائرات بسلام، ألقى ترامب تصريحات ذات دلالة، أثنى فيها على “محاربينا الأمريكيين العظماء”، مشدداً على أن “لا يوجد جيش آخر في العالم كان بإمكانه فعل هذا”.

الأكثر إثارة للتساؤل كانت دعوته المباشرة لإيران لـ “إنهاء هذه الحرب”، معلناً أن الآن هو وقت السلام!”. كما أضاف ترامب أن “إسرائيل أصبحت أكثر أماناً الآن”، و”لقد حققنا نجاحاً مذهلاً الليلة”.

وشدد قائلاً: “عليهم التوقف فوراً وإلا سوف تتعرض للقصف مجدداً، وعليهم تحقيق السلام على الفور”.

تلفزيون إيران الرسمي رد على الهجوم بالقول إن كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح هدفاً مشروعاً.

وفي تطور ذي صلة، وبعد الضربة الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، غرّدت إيناف، والدة ماتان زانجواكر، قائلةً: الآن يُمكننا إعادة الرهائن من الأسر.

وكتبت زانجواكر أيضاً: الآن يُمكننا العودة إلى الحياة واستعادة عافيتها.

الآن يُمكن إعادة الموتى لدفنهم بشكل لائق. الآن يُمكننا إنهاء الحرب في غزة.

لقد حان الوقت. الآن. هذه التصريحات تعكس آمالاً إسرائيلية بأن الهجوم قد يؤثر على الوضع المتعلق بالرهائن وربما على مسار الصراع في غزة.

هذه الرسائل المتضاربة، التي تأتي بعد ضربة عسكرية بهذا الحجم، تفتح الباب أمام تساؤلات حول الأهداف الحقيقية للعملية: هل هي تصعيد لفرض شروط جديدة، أم خطوة أخيرة للضغط على إيران للقبول بسلام وفق الشروط الأمريكية؟

وهل يمكن أن يكون لهذه الضربة تأثير مباشر على قضية الرهائن وصراع غزة؟

توقعات برد الفعل الإيراني: تصعيد أم جنوح للسلام؟

السؤال الأكثر إلحاحاً الآن هو: كيف سترد إيران؟ الإجابة ليست واضحة، وتعتمد على عدة عوامل داخلية وخارجية.

. خيار التصعيد: قد تختار إيران التصعيد رداً على ما تعتبره انتهاكاً لسيادتها وهجوماً على منشآتها الحيوية. يمكن أن يتخذ هذا التصعيد أشكالاً متعددة:

.. ضربات مباشرة: استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، أو مصالح إسرائيلية، أو حتى الملاحة في الخليج العربي.

.. استخدام الوكلاء: تفعيل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن لشن هجمات.

.. تسريع البرنامج النووي: إعلان خطوات أكبر نحو تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى، أو حتى الانسحاب من الاتفاقيات الدولية المتبقية.

.. ردود إلكترونية: شن هجمات سيبرانية ضد البنى التحتية الحيوية للولايات المتحدة أو حلفائها.

.. داخلياً، قد تستغل القيادة الإيرانية هذا الهجوم لتوحيد الجبهة الداخلية وتعزيز الخطاب المناهض للولايات المتحدة.

. خيار الجنوح للسلام أو التفاوض: على النقيض، قد تقرر إيران، بعد تقييم حجم الضرر وتهديدات ترامب، أن التصعيد المباشر ليس في مصلحتها في الوقت الراهن، خاصة إذا كان الهجوم قد ألحق أضراراً حقيقية بقدراتها النووية.

في هذه الحالة، قد تسعى إيران إلى:

.. الدعوة إلى مفاوضات: لكن بشروط جديدة، قد تشمل ضمانات أمنية أو رفع العقوبات.

.. التهدئة المؤقتة: امتصاص الصدمة وتجنب الرد المباشر الذي قد يؤدي إلى حرب أوسع لا ترغب فيها.

.. طلب وساطة دولية: للتوصل إلى حل دبلوماسي يجنبها المزيد من المواجهة.

إن القرار الإيراني سيعتمد بشكل كبير على مدى التأثير الحقيقي للضربات، وتقييمها للموقف الأمريكي، ورغبتها في تجنب حرب شاملة قد تكون مدمرة لاقتصادها ونظامها.

رسالة ترامب “حان وقت السلام” قد تكون دعوة للضغط والتفاوض من موقع قوة، أو مجرد إعلان عن نهاية مرحلة من العمليات العسكرية.

إن الأيام القادمة ستحمل الإجابة عن كيفية استجابة إيران لهذا التحدي العسكري المفاجئ، وما إذا كانت رسالة “وقت السلام” ستجد صدى لها في طهران، وما إذا كانت تصريحات مثل تصريحات والدة زانجواكر ستتحقق.

المزيد من الكاتب

مقابلة حصرية: مسؤول إيراني يرد على سؤال القنبلة النووية بعد الضربات الإسرائيلية

ليلة “مطرقة منتصف الليل”: الشرق الأوسط على صفيح ساخن واللعبة الكبرى تتكشف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *