مقابلة حصرية: مسؤول إيراني يرد على سؤال القنبلة النووية بعد الضربات الإسرائيلية

طهران – 20 يونيو 2025 – في خضم التوترات المتصاعدة وتبعاً للضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت إيرانية، أجرى مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، مقابلة حصرية مع شبكة CNN، حاورته فيها المذيعة الشهيرة كريستيان أمانبور.

تركز الحوار حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، خاصة في ظل التصعيد الأخير.

الحوار: عقيدة إيران النووية والنجاة من الهجمات

كريستيان أمانبور (مذيعة CNN): السيد تخت روانجي، إسرائيل تقول إنها تعتقد أنكم كنتم على وشك اتخاذ قرار صنع قنبلة نووية، والآن يتحرك ترامب في هذا الاتجاه، رغم أن رئيس استخباراته نفى ذلك من حيث تقييماتهم.

ولكن، هل تعتقدون الآن، بعد هذا الهجوم الواضح على جميع منشآتكم وأسلحتكم التقليدية، إذا نجوتم، هل ستقرر إيران أن تصبح دولة نووية؟

مجيد تخت روانجي (نائب وزير الخارجية الإيراني): لا، سننجو، هذا مؤكد. هذه هي النقطة التي يجب التأكيد عليها.

النقطة الأخرى هي أننا لا نؤمن بالأسلحة النووية.

لا مكان لها في عقيدتنا الدفاعية.

في الواقع، نعتقد أن العالم سيكون مكاناً أفضل بدون الأسلحة النووية.

لكن من يملك الأسلحة النووية في الشرق الأوسط؟

النظام الإسرائيلي من يملك الأسلحة.

وكما تعلمون، الأسلحة النووية الأكثر تطوراً يملكها الأمريكيون. لذا، فإنهم هم الذين يجب أن يتحملوا المسؤولية عن كل الفوضى التي تجري في أجزاء مختلفة من العالم نتيجة الرغبة في الحصول على الأسلحة النووية.

تحليل الرد الإيراني: ثبات الموقف وتحديات الواقع

تُقدم إجابة مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، رؤية واضحة للموقف الإيراني الرسمي تجاه برنامجها النووي بعد الضربات الإسرائيلية.

يمكن تحليل إجابته من عدة جوانب:

. التأكيد على النجاة والثبات: يبدأ تخت روانجي رده بتأكيد قاطع: “سننجو، هذا مؤكد”.

هذه العبارة لا تعكس فقط ثقة في قدرة إيران على الصمود في وجه الهجمات، بل تهدف أيضاً إلى بث رسالة طمأنة للداخل والخارج بأن الدولة قادرة على امتصاص الصدمات والاستمرار.

إنها محاولة لتقويض أي انطباع بأن الضربات الإسرائيلية قد أضعفت إيران بشكل لا يمكن التعافي منه.

. العقيدة الدفاعية ورفض الأسلحة النووية: يكرر المسؤول الإيراني الموقف الرسمي لطهران بأن الأسلحة النووية “لا مكان لها في عقيدتنا الدفاعية”.

هذا الموقف، المستند إلى فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي، يُستخدم باستمرار لدحض الاتهامات الغربية والإسرائيلية بسعي إيران لامتلاك سلاح نووي.

تأكيده على أن “العالم سيكون مكانًا أفضل بدون الأسلحة النووية” يهدف إلى تقديم إيران كدولة مسؤولة تسعى لنزع السلاح النووي على نطاق أوسع، مما يتعارض مع اتهامات بأنها تساهم في الانتشار النووي.

. قلب الطاولة: توجيه الاتهام لإسرائيل والولايات المتحدة: بدلاً من الدفاع عن موقف إيران، يشن تخت روانجي هجوماً مضاداً، مشيرًا إلى أن “النظام الإسرائيلي هو من يملك الأسلحة النووية في الشرق الأوسط” وأن “الأمريكيين” يملكون “الأسلحة النووية الأكثر تطوراً”.

هذا التكتيك يهدف إلى:

.. تحويل الانتباه: صرف النظر عن برنامج إيران النووي والتركيز على الترسانة النووية الإسرائيلية غير المعلنة والقدرات النووية الأمريكية.

.. تحميل المسؤولية: يربط بين حيازة القوى الغربية وإسرائيل للأسلحة النووية و”الفوضى” في العالم، مما يضع اللوم على عاتقهم في حالة تدهور الوضع الأمني.

.. تأكيد المظلومية: يعزز السرد الإيراني بأنها ضحية لمعايير مزدوجة من قبل القوى التي تمتلك أسلحة نووية وتنتقد سعيها للطاقة النووية السلمية.

. الغموض الاستراتيجي والموقف المتناقض: على الرغم من التأكيد الرسمي على عدم السعي للأسلحة النووية، فإن الواقع يشير إلى أن إيران قد تقدمت بشكل كبير في تخصيب اليورانيوم، وتقلصت “أوقات الاختراق” اللازمة لصنع قنبلة إذا ما قررت ذلك.

رد تخت روانجي، وإن كان ثابتاً على الموقف الرسمي، يتجاهل التقييمات الاستخباراتية المتضاربة التي ألمحت إليها أمانبور (نفي رئيس الاستخبارات الأمريكية).

هذا يشير إلى أن الخطاب الرسمي قد لا يعكس بالكامل التفكير الاستراتيجي في طهران، خاصة في ظل الضغوط الهائلة.

في الختام، يُظهر رد نائب وزير الخارجية الإيراني ثباتاً في الموقف المعلن، مع محاولة قوية لتحويل اللوم وتحميل المسؤولية للخصوم.

ومع ذلك، فإن الوضع على الأرض، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، يضيف طبقات من التعقيد والغموض، مما يجعل التساؤل حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، بغض النظر عن البيانات الرسمية.

المزيد من الكاتب

مرسيدس موني تُشعِل حلبة المكسيك: ذهب CMLL واشتباكٌ لا يُنسى!

هجوم مفاجئ يهز الشرق الأوسط: ترامب يعلن ضرب منشآت نووية إيرانية وتصريحات حول الرهائن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *