حرب الشرق الأوسط: جبهات مشتعلة وتصعيد غير مسبوق في اليوم الثامن

تصاعدت حدة التوتر في الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق في يومها الثامن، الموافق 21 يونيو 2025، لتتحول إلى مواجهة شاملة متعددة الأوجه بين إسرائيل وإيران، مع تداعيات إقليمية ودولية خطيرة.

ففي الوقت الذي تتحدث فيه إسرائيل عن تحقيق “إنجازات استثنائية” في تدمير القدرات النووية والصاروخية الإيرانية واغتيال قادتها، تؤكد إيران صمودها وتُصعّد من هجماتها الصاروخية والمسيرة، بينما تدعو قوى إقليمية ودولية إلى التهدئة وتُحذّر من “كارثة شاملة”.

آخر التطورات والإحصائيات (حتى الساعة 18:00 بتوقيت ليبيا / 16:00 بتوقيت جرينتش)

. ضحايا الصراع:

حصيلة قتلى تتجاوز 430 شخصاً في إيران و3500 جريح منذ اندلاع الهجمات الإسرائيلية.

. الضربات الإسرائيلية:

.. الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير أكثر من 200 منصة صواريخ إيرانية، وقصف موقع نووي في أصفهان للمرة الثانية، بالإضافة إلى منشآت لإنتاج أجهزة الطرد المركزي ومواقع لتخزين الأسلحة في طهران.

. استهداف مناطق رشت والأهواز الغنية بالنفط، وزنجان وقزوين.

. استهداف معسكر الحديد التابع للحرس الثوري الإيراني في الأحواز.

.. اغتيال 17 عالماً نووياً إيرانياً حتى الآن في “عملية نارنيا” التي استهدفتهم في أسرّتهم.

.. اغتيال سعيد إيزادي، قائد فيلق فلسطين التابع لفيلق القدس، وبهنام شهرياري، قائد وحدة نقل الأسلحة (190)، وأمين فور جودخي، قائد الفرقة الثانية للمسيرات في سلاح الجو الإيراني.

. الهجمات الإيرانية:

.. إيران تُطلق خمسة صواريخ باليستية على وسط إسرائيل خلال قصف ليلي.

.. هجمات مكثفة بالمسيرات منذ الفجر عبر الحدود الشرقية والجنوبية والشمالية الإسرائيلية.

.. إصابة مبنى بمسيرة إيرانية في بيسان شمال إسرائيل.

.. إيران تُغيّر استراتيجيتها لـ “إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ”.

.. إيران أطلقت أكثر من 470 صاروخاً باليستياً وحوالي 1000 طائرة مسيرة على إسرائيل منذ 13 يونيو.

. ردود الفعل الدولية:

.. الخطوط الجوية اللبنانية تلغي 8 رحلات غداً وبعد غد إلى العراق.

.. تعرض معبر الشيب الحدودي بين العراق وإيران للقصف ومصادر إيرانية تعلن غلق المعبر في تطور كبير، هذا أول استهداف لمعبر حدودي في الهجمات الإسرائيلية.

.. إيران تُقدم شكوى إلى الأمم المتحدة ضد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

.. ماكرون يؤكد على استمرار المفاوضات لتجنب الحرب ويطالب إيران بعدم امتلاك سلاح نووي.

.. ترامب يميل لضرب منشأة فوردو وقد يتخذ قراراً نهائياً خلال أسبوعين.

. تقارير أمريكية تفيد بأن القنابل اللازمة لهجوم فوردو في طريقها إلى الشرق الأوسط.

.. حاملة طائرات أمريكية ثالثة في طريقها إلى الشرق الأوسط.

تفاصيل الأحداث والتطورات: سرد قصصي درامي حربي وروائي

شهد يوم الجمعة، 21 يونيو 2025، ذروة التصعيد في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، مع تفجر أحداث فاقت التوقعات وخلّفت بصماتها على المشهد الإقليمي والعالمي.

حاملات الطائرات الأمريكية في مرمى الصواريخ الإيرانية: تحذير روسي ومناورات عسكرية

في خضم التوتر المتصاعد، أطلق الدبلوماسي الروسي، ألكسندر ياكوفينكو، تحذيراً مدوياً بأن حاملات الطائرات الأمريكية ستكون في مرمى الصواريخ الإيرانية قريباً.

هذا التصريح جاء ليؤكد المخاوف المتزايدة من قدرة إيران على استهداف الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، خاصة بعد الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.

وأشار ياكوفينكو إلى أن حاملات الطائرات تُشكل رمزية عالية للقوة الأمريكية، مما يجعل حمايتها أولوية قصوى لواشنطن.

كما أكد أن تركيا لن تسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة “إنجرليك” الجوية لشن هجمات على إيران، مما يُضيّق الخناق على الخيارات العسكرية الأمريكية ويجعل “ضباب الحرب” يلف المشهد أمام الرئيس ترامب.

هذه التحذيرات الروسية تزامنت مع تقارير “فوكس نيوز” عن انطلاق ست قاذفات شبح من طراز “بي-2” من الولايات المتحدة باتجاه جزيرة غوام.

هذه القاذفات، الوحيدة القادرة على حمل القنبلة العملاقة “جي بي يو-57” المعروفة باسم “أم كل القنابل الخارقة للتحصينات”، والتي صُممت لتدمير المنشآت النووية المحصنة مثل منشأة فوردو الإيرانية، تعكس نية أمريكية محتملة لشن ضربات مدمرة.

يبدو أن واشنطن تُعد العدة لخيارات عسكرية حاسمة، خاصة بعد أن صرح الرئيس ترامب بأن مديرته للاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، “مخطئة” بشأن عدم سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، مؤكداً شكوكه حول حاجة إيران لبرنامج نووي مدني وهي تتربع على أكبر حقول النفط في العالم.

في ذات السياق، كشفت “واشنطن بوست” أن إيران حذرت قطر من أن القواعد الأمريكية في الخليج قد تصبح أهدافاً مشروعة لها، مما يُنذر باتساع رقعة الصراع ليشمل المنطقة بأسرها.

"أردوغان: النصر سيكون إلى جانب إيران" وتصاعد اللهجة التركية

من قلب إسطنبول، حيث انعقدت قمة وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحات نارية، معرباً عن تفاؤله بأن النصر سيكون إلى جانب إيران.

أدان أردوغان بشدة الهجمات الإسرائيلية على إيران، واصفاً إياها بـ “أعمال البلطجة” ومؤكداً أن “تدابير إيران في مواجهة هجمات إسرائيل طبيعية وقانونية ومشروعة”.

كما اتهم حكومة نتنياهو بجر المنطقة إلى “كارثة شاملة” ومحاولة رسم نظام جديد على غرار “سايكس بيكو”، مشدداً على أن تركيا لن تسمح بذلك.

تلك التصريحات جاءت لتؤكد الموقف التركي الصارم الذي عبّر عنه وزير الخارجية هاكان فيدان في وقت سابق، محذرًا من أن “إسرائيل تجر المنطقة إلى حافة كارثة شاملة بمهاجمتها جارتنا إيران”.

هذا الموقف التركي الواضح يُضيف بعداً جديداً للصراع، ويزيد من الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل.

اغتيالات استراتيجية": ضربات إسرائيلية موجعة لقيادات وعُلماء إيران

شهدت الأيام الماضية سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قادة عسكريين وعُلماء نوويين إيرانيين، في محاولة لـ “إلحاق أضرار بالغة” بالبرنامج النووي والعسكري الإيراني.

ففي عملية دقيقة بمدينة قم، قُتل سعيد إيزادي، قائد فيلق فلسطين التابع لفيلق القدس، الذي وصفته المصادر الأمنية الإسرائيلية بـ “أشرس شخصية في نظام آيات الله” و”مهندس الإرهاب ضد إسرائيل.

وقد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إيزادي “موّل وسلّح حماس استعداداً لمجزرة 7 أكتوبر”، وأن “يده ستطال كل أعدائها”.

بالإضافة إلى إيزادي، قُتل أيضاً بهنام شهرياري، قائد وحدة نقل الأسلحة (190) التابعة لفيلق القدس، في سيارته غرب إيران، وهو المتهم بنقل الأموال والسلاح إلى حماس وحزب الله والحوثيين.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال أمين فور جودخي، قائد الفرقة الثانية للطائرات المسيرة في سلاح الجو الإيراني، الذي يُتهم بمسؤوليته عن إطلاق مئات المسيرات على إسرائيل.

هذه الاغتيالات تُشير إلى حملة استخباراتية وعسكرية إسرائيلية مكثفة تستهدف القيادات الإيرانية الرئيسية.

ولم تقتصر الضربات على القيادات العسكرية، بل امتدت لتشمل العلماء النوويين.

ففي “عملية نارنيا”، التي كشفت تفاصيلها القناة 12 الإسرائيلية، تم تصفية 10 علماء نوويين إيرانيين بشكل متزامن، تسعة منهم قُتلوا في أسرّتهم.

هذه العملية، التي وصفتها المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية بأنها “الأهم من بين جميع العمليات التي نُفذت حتى الآن”، تهدف إلى “تصفية النخبة العلمية التي كانت تمتلك كل المعرفة المتعلقة بالتخصيب وبالبرنامج النووي الإيراني”، وذلك لإلحاق ضرر طويل الأمد بالبرنامج النووي الإيراني.

خامنئي يختار خلفاء محتملين من مخبأ: دلالات الصراع على القيادة

في ظل هذه التطورات الخطيرة، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قد رشح ثلاثة رجال دين كخلفاء محتملين، بينما كان مختبئاً في مخبأ، في ظل مواجهته تهديدات بالاغتيال من قبل إسرائيل.

هذا التطور يُشير إلى حجم التهديد الذي يشعر به النظام الإيراني، ويدل على احتمالية وجود صراع على السلطة أو إعادة ترتيب داخلية في ظل الظروف الراهنة.

روسيا تحذر من "مواجهة عالمية" وتدعو للتهدئة

في خضم هذا المشهد المُلتهب، حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، من تحول النزاع بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة عالمية، مؤكداً أن هذا الأمر هو الخطر الوحيد الواضح.

وعلى الرغم من تصريحه بأن الصراع لا يضر بمصالح روسيا بشكل مباشر، إلا أن الكرملين أكد على أن موقفه مطابق لمصالح إيران وإسرائيل، وأن موسكو تفي بتعهداتها وتدافع عن حق طهران في تطوير الطاقة النووية السلمية، وتقدم مقترحات لحل الصراع.

وفي وقت سابق، حذر مدفيديف من أن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية “خطيرة للغاية” وقد تؤدي إلى “تكرار مأساة تشيرنوبل”، داعياً إسرائيل إلى وقف ضرباتها الجوية على المواقع النووية الإيرانية فوراً، ومحذراً الولايات المتحدة من التدخل في الحرب.

هذه التحذيرات الروسية تعكس قلقاً دولياً متزايداً من اتساع رقعة الصراع وتداعياته الكارثية المحتملة.

لقد خضنا أعقد حرب في تاريخنا": إسرائيل تستعد لحملة متواصلة

من جانبه، خاطب رئيس الأركان الإسرائيلي، اللواء إيال زامير، الشعب الإسرائيلي، مؤكداً أنهم خاضوا أعقد حرب في تاريخنا، والاستعداد لحملة متواصلة أمرٌ ضروري

وأشار زامير إلى أن إسرائيل “قضت على القيادة العليا للعدو، وألحقت أضراراً بالغة بمكونات البرنامج النووي، واخترقت طريقاً جوياً إلى طهران، ودمرت حوالي نصف منصات إطلاق الصواريخ”.

وأضاف أن إسرائيل “فاجأت العدو رغم أنه كان في حالة تأهب”.

هذه التصريحات، التي تصف الحرب بأنها “لم تنتهِ بعد” وتُشير إلى “أيام صعبة” قادمة، تُوضح أن إسرائيل تُعد نفسها لمواجهة طويلة الأمد، وأنها لن تتهاون في مواجهة ما تعتبره تهديداً وجودياً.

إلى أين تتجه المنطقة؟

مع استمرار التصعيد وتبادل الضربات، يبدو أن الشرق الأوسط ينجرف نحو حافة الهاوية. التحذيرات الدولية تتوالى، الخيارات العسكرية تُطرح على الطاولة، بينما تتصاعد لغة التهديد والوعيد بين الأطراف المتصارعة.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل ستتمكن الجهود الدبلوماسية من لجم هذا الصراع قبل أن يتحول إلى “كارثة شاملة” لا تُبقي ولا تذر؟

أم أن المنطقة على موعد مع فصول جديدة من الحرب سيعيد رسم خريطتها الجيوسياسية؟

المزيد من الكاتب

الشرق الأوسط على شفير الهاوية.. تعزيزات أمريكية ضخمة تقترب وعمق الصراع يتكشف

“سقوط أمراء الحرب”: اعتقال ابن عم بشار الأسد يكشف خفايا شبكات المخدرات وسقوط النظام السابق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *