من أعماق التحدي إلى قمة المجد: الأهلي طرابلس يسطر تاريخاً أفريقياً لا يُنسى في "صن بيت أرينا"
في قلب القارة السمراء، حيث تتعانق الأحلام مع التحديات وتشتعل روح المنافسة على أرضية الملاعب، نُسجت حكاية رياضية درامية ستبقى محفورة في ذاكرة كرة السلة الليبية والأفريقية.
إنها قصة صعود فريق لم يكن سوى وافد جديد على ساحات دوري كرة السلة الأفريقي (BAL)، لكنه جاء يحمل بين طياته شغف وطن، وحلم جماهير، وعزيمة لا تلين.
من تصفيات ملتهبة، مروراً بمباراة نصف نهائي حبست الأنفاس وتقلبات حاسمة شهدت تألق النجوم، وصولاً إلى نهائي “صن بيت أرينا” الكبير، حيث دقات القلب كانت تعزف إيقاع الإثارة والضغط النفسي.
هذه المقالة ليست مجرد سرد لأحداث مباراة؛ بل هي غوص في رحلة الأهلي طرابلس، من اللحظات التي بدا فيها النصر بعيد المنال، إلى لحظة التتويج التاريخية التي أكدت أن بالإصرار والتلاحم، يصبح المستحيل مجرد بداية لقصة مجد جديدة تُروى لأجيال.
11يونيو 2025: رصاصة "وايت جونيور" تفتح أبواب النهائي التاريخي
قبل أيام قليلة من انطلاق تصفيات دوري كرة السلة الأفريقي (BAL) لعام 2025، انضم فابيان وايت جونيور إلى صفوف نادي الأهلي طرابلس، قادمًا ليصنع الفارق.
وما هي إلا فترة وجيزة حتى أثبت أنه القطعة المفقودة في أحجية الفريق الليبي، ليتحول إلى نجم لامع في مباراة نصف نهائي حامية الوطيس ضد فريق APR الرواندي، في مواجهة كانت بمثابة بوابة العبور نحو المجد.
على مدار الأربعين دقيقة كاملة، قدم لاعب القوة الهجومية البالغ من العمر 26 عامًا كل ما لديه، مؤكدًا حضوره الطاغي. سجل 9 من 14 محاولة من أرض الملعب، منها 3 من 6 محاولات من العمق؛ وحصل على سبع متابعات؛ ومرر تمريرتين حاسمتين.

كان أداء وايت جونيور البطولي حاسمًا في وصول الأهلي طرابلس، المشارك لأول مرة في دوري كرة السلة الأفريقي، إلى نهائي 2025، منهياً المباراة برصيد 23 نقطة، وهو أعلى رصيد في اللقاء.
انضم إلى تألق وايت جونيور كل من كالب أغادا، الذي دخل كبديل ليسجل 17 نقطة، ومحمد الساعدي وجايلين آدامز، اللذان أنهيا المباراة بـ 13 نقطة لكل منهما. بينما سجل عصام مرعي السلة الافتتاحية (2-0) وأنهى المباراة بـ 10 نقاط وتسع متابعات.
لم تكن هذه المواجهة سهلة؛ بل كانت الثالثة بين الأهلي طرابلس وجيش التحرير الشعبي الرواندي هذا الموسم، حيث أظهر أبطال رواندا بوادر عودة محتملة ومفاجأة خلال الأرباع الثلاثة الأولى. حتى إن عليو ديارا، الذي لم يسجل أي رمية ثلاثية من 12 محاولة قبل المباراة، سجل إحداها ليمنح جيش التحرير الشعبي الرواندي تقدمًا قصير الأمد بنتيجة 51-47.

ومع ذلك، لن تكتمل قصة هذه المباراة دون ذكر ثلاث لحظات حاسمة قلبت الموازين: أولاً، حافظ الأهلي طرابلس على نظافة شباك جيش التحرير الشعبي الرواندي لمدة أربع دقائق، مسجلاً 12 نقطة دون أي رد، ليتقدم 36-29 في الشوط الأول.
ثانياً، عاد فريق APR من الشوط الأول بقوة، متفوقًا على منافسه بنتيجة 11-2.
ومع ذلك، بعد أن منحت ثلاثية نوني أوموت APRالتقدم بنتيجة 40-38، طلب مدرب الأهلي طرابلس، فؤاد أبوشقرة، وقتاً مستقطعاً قبل 6:35 دقيقة من نهاية الربع الثالث.
ومنذ تلك اللحظة، لم تكن المباراة هي نفسها بالنسبة لـ APR؛ إذ وجدوا أنفسهم متأخرين بفارق يصل إلى 14 نقطة.
ورغم تميزهم عادة بالثلاثيات الجيدة، عانى فريق APR في تسجيل الأهداف من العمق، وأنهى المباراة بنسبة نجاح بلغت 4 من 18 محاولة من خلف القوس.
تصدر نوني أوموت APR في التسجيل برصيد 22 نقطة، وأنهى كل من شاسون راندل، وعوبديا نويل، وأليو ديارا المباراة برصيد 13 نقطة.

في غرفة الملابس، صدحت هتافات لاعبي الأهلي طرابلس: “فوز آخر! فوز آخر!” وعلق محمد الساعدي، قائد فريق الأهلي طرابلس، على أداء وايت جونيور قائلاً: “انضم فابيان إلينا متأخراً، لكنه لعب كما لو كان جزءاً من الفريق وخطة لعبنا لسنوات.
إنه ليس لاعباً رائعاً فحسب، بل شخصٌ أفضل أيضاً. أحبه”.
وأضاف الساعدي، الذي يخوض موسمه الثاني في دوري كرة السلة الليبي بعد أن لعب مع نادي دوان في الموسم الافتتاحي، مؤكدًا على أهمية اللحظة: “منذ اليوم الأول، أقول إننا سنصنع التاريخ لليبيا.
” مشيراً إلى أن الأهلي الليبي احتل المركز الثاني في الموسم الماضي.
وأقر الساعدي بتحديات نهائي دوري كرة السلة الليبي، لكنه أصرّ على أن لديهم هدفاً يسعون لتحقيقه، موضحاً: “كان فريق الأهلي طرابلس في وضع مماثل الموسم الماضي.
وهذا يُظهر مدى تحسن كرة السلة في ليبيا. لقد ابتعدنا عن عائلاتنا لما يقرب من شهرين، لكننا جعلناهم فخورين بنا”.
أما قائد فريق APR، ويليان روبينز، فقد أقر بأن مباراة طرابلس كانت صعبة للغاية، قائلاً: “قاتلنا حتى النهاية، لكنهم كانوا الفريق الأفضل اليوم”.
وهكذا، وصل الأهلي طرابلس إلى نهائي دوري أبطال آسيا لأول مرة، بينما استعد الجيش الرواندي للمنافسة على المركز الثالث.
13يونيو 2025: صراع المركز الثالث: أرقام قياسية تُحطم في ليلة APR التاريخية
قبل النهائي الكبير، شهدت صالة “صن بيت أرينا“ في 13 يونيو 2025، مواجهة مثيرة لتحديد المركز الثالث في البطولة، جمعت بين فريق APR الرواندي والاتحاد السكندري المصري.
حقق فريق APR فوزاً ساحقاً بنتيجة 123-90، وهو فوز لم يضمن له المركز الثالث فحسب، بل حطم العديد من الأرقام القياسية في تاريخ دوري BAL، مقدماً عرضاً هجومياً لا يُنسى.
بهذه الخسارة، احتل الاتحاد السكندري المركز الرابع، مسجلاً ثاني أسوأ نتيجة لفريق مصري في دوري BAL منذ احتلال الأهلي المركز الثامن في عام 2024.
في المقابل، حقق APR أفضل سجل في دوري BAL لفريق رواندي، متجاوزاً نادي باتريوتس لكرة السلة، الذي احتل المركز الرابع في عام 2021.

دخل الاتحاد السكندري المباراة بدون لاعبه الأساسي، كايل فينياليس، الذي أُفيد بتعرضه للإصابة.
من ناحية أخرى، لم يتمكن APR من الاعتماد على نجمه نوني أوموت، الحائز على جائزة أفضل لاعب في دوري BAL لعام 2023.
ورغم غياب النجوم، حضر المشجعون المحليون بأعداد كبيرة، ونفدت تذاكر ملعب SunBet Arena تقريباً، مما أضفى أجواءً رائعة على المباراة وجعلها تجربة لا تُنسى لمعظم الحضور، خاصة بالنظر إلى الطابع التاريخي للأرقام التي تحطمت.

الأرقام القياسية التاريخية التي سجلتها هذه المباراة:
. 74 نقطة: أكبر عدد من النقاط يسجله فريق في الشوط الأول. كان بطل رواندا متقدماً بنتيجة 74-34 في الشوط الأول، ليُظهر هيمنة مطلقة.
. 123 نقطة: سجل فريق APR رقماً قياسياً جديداً لأكبر عدد من النقاط في مباراة واحدة، متجاوزاً الرقم القياسي السابق الذي سُجل الشهر الماضي خلال بطولة دوري النيل 2025 عندما فاز الأهلي طرابلس على نيروبي سيتي ثاندر بنتيجة 115-87.
. 38 نقطة: سجل فريق APR رقماً قياسياً لأكبر عدد من النقاط يسجله فريق في الربع الأول، مما يعكس بدايتهم النارية.
. 26 رمية ثلاثية: هذا هو أكبر عدد من الرميات الثلاثية يسجله فريق في مباراة واحدة.
كان الرقم القياسي السابق لفريق واحد، وهو 20 رمية ثلاثية، قد حققه بيترو دي لواندا في فوز فريقه على باتريوتس في عام 2021.
وعادل الأهلي طرابلس هذا الرقم في فوزه على سيتي ثاندر في 18 مايو 2025.

. 16 رمية ثلاثية: أكبر عدد من الرميات الثلاثية يسجله فريق خاسر في مباراة واحدة، مما يدل على مستوى المنافسة العالي حتى في الفرق الخاسرة.
. 10 رميات ثلاثية لأكسل مبويو: حطم اللاعب أكسل مبويو الرقم القياسي السابق بتسجيله تسع رميات ثلاثية في مباراة واحدة، والذي سجله ويل بيري. علق مبويو على هذا الإنجاز قائلاً لموقع BAL.NBA.COM: “أحترم ويل بيري كثيرًا. لقد شاهدت المباراة التي سجل فيها الرقم القياسي لفريق بالتيمور يانكيز، لكن من الجيد أن أكون في هذا المركز”.
عقب المباراة، بدا الإحباط واضحًا على وجه أحمد علي، قائد الاتحاد السكندري الذي قاد فريقه بـ 19 نقطة وسبع متابعات، وصرح: “لا أستطيع الحكم على هذه المباراة.
كانت صعبة للغاية، انتهى الكلام”. وأضاف: “بذلنا قصارى جهدنا، لكنني متأكد من قدرتنا على الفوز على APR في أي يوم.
آمل أن أتمكن من تحطيم الرقم القياسي لفترة.
أعلم أن أحدهم سيأتي ويحاول تحطيمه. في الوقت الحالي، أشعر بشعور رائع”.
14يونيو 2025: الأهلي طرابلس: صعود تاريخي وتتويج بلقب دوري أفريقيا لكرة السلة
يوم السبت، 14 يونيو 2025، كتب الأهلي طرابلس فصلاً خالداً في تاريخ كرة السلة الليبية والأفريقية. ففي صالة “صن بيت أرينا“ ببريتوريا، جنوب أفريقيا، تغلب “الزعيم الليبي“ على بيترو دي لواندا الأنغولي بنتيجة 88-67 ليحرز لقب دوري أفريقيا لكرة السلة 2025.
لم يكن هذا الفوز مجرد تتويج ببطولة، بل كان إنجازاً غير مسبوق، حيث أصبح الأهلي طرابلس أول فريق ليبي يفوز بهذه البطولة المرموقة.

حلّ بيترو دي لواندا وصيفاً للمرة الثانية في تاريخ الدوري، بينما سجلت هذه البطولة سابقة أخرى كونها المرة الأولى التي يفوز فيها فريق صاعد من التصفيات باللقب، والمرة الأولى أيضاً التي يقود فيها “مدرب العام في الدوري“ – فؤاد أبوشقرة – فريقه للفوز بالبطولة.
دقات قلب "صن بيت أرينا": الأهلي طرابلس يسطّر التاريخ في نهائي أفريقيا
تحت سماء بريتوريا، وفي قلب “صن بيت أرينا“ التي غصت بالحناجر الليبية الشغوفة، كُتب فصل جديد من فصول المجد لكرة السلة الليبية.
لم تكن مجرد مباراة نهائية، بل أربعون دقيقة تاريخية حاسمة على أربعة أشواط، كل عشر دقائق فيها كانت تحدياً كبيراً، ونبضاً متسارعاً، يعكس الصراع المحتدم بين طموح الأهلي طرابلس وخبرة بيترو دي لواندا الأنغولي.
زئير الجماهير وعبقرية المدرب:
قبل انطلاق الملحمة، كان “فؤاد أبوشقرة”، مدرب الأهلي طرابلس، قد توّج للتو بجائزة “مدرب العام في أفريقيا”.
جائزة لم تكن مجرد تقدير، بل وقوداً إضافياً يغذي طموحه للمضي قدمًا نحو اللقب القاري.
هذا الحافز امتزج بحماس جماهيري منقطع النظير؛ فالمدرجات كانت لوحة فنية من الأعلام البيضاء والخضراء تتراقص على وقع هتافات “أهلي، أهلي” المدوية.

مراسلتنا في الملعب وصفت الجمهور بأنه “فظيع ولا مثيل له في التشجيع”، مؤكدة أنهم أبوا إلا أن يحضروا من ليبيا ليشجعوا فريقهم، وهي سمة تميز الجماهير الليبية بشكل عام، وجمهور الأهلي بشكل خاص في هذا اليوم التاريخي.
هذا الحضور الجماهيري الطاغي ضاعف من حماسة اللاعبين، وجعل كل كرة نقطة وكل هجمة قصة.
تصريحات المدربين قبل نهائي البطولة
فؤاد أبوشقرة (مدرب الأهلي طرابلس):
صرح أبوشقرة لوسائل الإعلام وهو يبدو واثقاً بأن فريقه محظوظ للعب في نهائي البطولة.
أكد أن لاعبيه سيظهرون احتراماً للمنافس ويدركون أهمية هذه الفرصة الخاصة، خاصة بعد أدائهم القوي العام الماضي ضد الفريق الليبي الآخر (الفريق الذي واجهوه قبل عام).

وشدد على أن الأهلي طرابلس مستعد تماماً لمواجهة الخصم، وسيحاول إجبارهم على اللعب بأسلوب لا يفضلونه.
أشار إلى أنهم هذا الموسم خسروا 4 مباريات وفازوا بـ 5، لكن فريقه سيسعى لجعل المباراة تسير بطريقة لا تمنح المنافس “الهواء الذي يحبونه”.
أعرب عن ثقته الكاملة في فريقه، ووعد بتقديم “كل ما في كرة السلة من ألعاب وفنون جميلة” على الملعب اليوم. واختتم تصريحه بالتأكيد على عظمة الفريقين ورغبتهم في الفوز بالبطولة “إن شاء الله”.
سيرجيو مورينو (مدرب الفريق الآخر):
عند سؤاله عن شعوره في هذا النهائي ومقارنته بالعام الماضي، أجاب مورينو بأن الوضع مختلف هذه السنة لوجود لاعب جديد لم يلعب لفريقه من قبل، واصفاً ذلك بأنه “مهم جداً”.

وأكد أنهم سيلعبون معاً وسيكونون سعداء بهذه اللحظة.
وعند سؤاله عن أكبر تحدٍ لفريقه، أجاب مورينو أنه يعتقد أن “الحال اليوم بالنسبة لنا مختلف”، مشيراً إلى أن الأهلي الليبي لديه “موهبة كبيرة، ويلعب بتوازن جيد”.
لكنه أشار إلى أن فريقه يفكر “بشكل مختلف”.
استنتاجات من تصريحات المدربين:
من تصريحات المدربين قبل انطلاق المباراة، نستنتج ما يلي:
. ثقة الأهلي طرابلس ورغبته في فرض أسلوبه: فؤاد أبوشقرة يظهر ثقة كبيرة في فريقه وقدرته على الفوز، ويركز على فرض أسلوب لعب لا يحبه الخصم، مستذكراً أداءهم الجيد في الموسم الماضي.
يبدو أنه يهدف إلى حرمان الخصم من نقاط القوة التي يعتمد عليها.
. تغيير في تشكيلة الفريق المنافس وتركيز على الانسجام: سيرجيو مورينو يشير إلى وجود لاعب جديد في فريقه هذا العام، مما يعني أن هناك ديناميكية مختلفة.
تركيزه على “سنكون مع بعضنا وسنلعب معاً” يوحي بأن الانسجام واللعب الجماعي سيكونان مفتاحاً لفريقه.

. احترام متبادل مع استراتيجيات مختلفة: كلا المدربين يعترف بقوة الفريق الآخر.
أبوشقرة يعتبر الفريقين “عظيمين”، ومورينو يقر بأن الأهلي الليبي لديه “موهبة كبيرة وتوازن جيد”.
ومع ذلك، يبدو أن لكل منهما استراتيجيته المختلفة للتعامل مع هذا التحدي.
أبوشقرة يركز على فرض الإيقاع وحرمان الخصم من نقاط قوته، بينما مورينو يبدو وكأنه يراهن على الانسجام الجماعي والنهج المختلف لفريقه لمواجهة موهبة الأهلي.
أدارت المباراة كوكبة تحكيمية دولية ضمت: جوليان سكوت (الولايات المتحدة الأمريكية) الحكم رقم 61، يان فيزو دافيدسون (مدغشقر) الحكم رقم 29، وآني جويس (زيمبابوي) الحكم رقم 9.

الخماسي المرعب يواجه خبرة بيترو:
دخل الأهلي طرابلس الميدان بخماسيته المرعبة المعتادة: جالين آدامز، فابيان وايت جونيور، نسيم بدروش، محمد الساعدي، وعصام مرعي. بينما رد فريق بيترو دي لواندا الأنغولي بتشكيلة قوية ضمت: شيلدي دونداو، ريغوبيرتو روزا، غلوفاتي بويامبا، باتريك غاردنر، وكليوسيو كاسترو.

الشوط الأول: تبادل اللكمات واندفاع الأهلي:
ارتفع الحماس، وبلغ التوتر أشده، والأعصاب مشدودة في كل زاوية من “صن بيت أرينا”.
أمسك الحكم جوليان سكوت الكرة وتوجه بها إلى وسط الملعب، في لحظة ساد فيها السكون أرجاء الصالة.

رمى الحكم الكرة عالياً في الهواء معلناً انطلاق الحدث الأفريقي النهائي الحاسم.
هنا، حلق فابيان وايت جونيور بقفزة مبهرة وسريعة، لمس الكرة بشكل خاطف وأرسلها مباشرة نحو المتألق محمد الساعدي.

تلاعب الساعدي بالكرة وراوغ دفاع الفريق الأنغولي ببراعة، أعادها لوايت مرة أخرى الذي أرسلها بسرعة البرق إلى عصام مرعي، ثم مرة أخرى على الجانب نحو محمد الساعدي، ثم لوايت جونيور الذي سدد من بعيد نحو الحلق، فارتطمت الكرة بالحلقة ورجعت.
التقطها عصام مرعي وأرسلها للحلقة مرة أخرى، ارتطمت بها مجددًا وعادت للهواء عالياً.
ارتفع وايت جونيور والتقطها وحاول إرسالها مجدداً، وهنا وقع عليه اعتراض وتحصل على خطأ.

في الدقيقة 9:40، وخلال ست نقلات سريعة وخاطفة في حوالي 20 ثانية لم يمسك فيها الفريق الأنغولي الكرة، كان الخطر يحدق بحلقتهم.
بعد تنفيذ الخطأ، خطف بيترو الكرة واتجه بها نحو حلقة الأهلي، لكن عصام مرعي المتفطن أنقذ الموقف وأعاد زمام الأمور بتمريرة دقيقة نحو زميله رقم 27 نسيم بدروش في وسط الملعب، والذي لعب الكرة ببراعة وسرعة نحو جالين آدامز رقم 2، الذي أرسل كرة مقوسة نحو الحلقة، معلناً عن أول ثلاث نقاط للأهلي من مسافة بعيدة لكن برمية دقيقة.

جاء أول تسجيل للنقاط لفريق بيترو في الدقيقة التاسعة، لتصبح النتيجة 3-2 لصالح الأهلي.
بعدها تقدم بيترو على الأهلي عند الدقيقة 8:30 بنتيجة 4-3. أظهرت الكاميرات فؤاد أبوشقرة وهو يفكر في إيجاد الحلول، بينما بدت علامات التأثر على سيرجيو مورينو. عزز بيترو الفارق في الدقيقة 7:10 ليصبح ثلاث نقاط (6-3)، لكن الأهلي عاد بسرعة في الدقيقة 7:05 لتصبح النتيجة 6-5.
ارتفعت الوتيرة وبدأ المستوى متقارباً، وشاهدنا ألعاباً سريعة من الفريقين.
في الدقيقة 6:22، تحصل بيترو على نقطتين مجدداً لتصبح النتيجة 8-5.
وبعد دخول سريع نحو الحلقة، سدد عصام مرعي من الأهلي الكرة على مرتين قلص فيها الفارق من جديد لتصبح النتيجة 8-7 عند الدقيقة السادسة.

ثم في لعبة سريعة ومن زاوية الملعب اليمنى لحلقة الأهلي، أرسل بيترو كرة أكثر من رائعة بشكل مقوس ليحصل على ثلاث نقاط (11-7) في الدقيقة 5:44.
حصل الأهلي على نقطتين في الدقيقة 5:31 لتنتقل النتيجة 11-9، لكن بيترو سرعان ما وسع الفارق مجدداً إلى أربع نقاط عند الدقيقة 5:11 لتصبح النتيجة 13-9.
بعد ذلك، قام الأهلي بلعبة سريعة وصلت الكرة إلى عصام مرعي الذي دخل بقوة نحو الحلقة وسدد الكرة، لكن الكرة أبت الدخول في الشباك.
هنا، شعر فؤاد أبوشقرة بالخطر، وطلب على الفور وقتاً مستقطعاً، ربما لإعطاء فريقه راحة وتغيير التكتيك بعد أن عرف نقاط قوة الفريق المنافس.

عاد الفريقان مجدداً، وفي لحظة حبست الأنفاس لدى جماهير الأهلي ودكة بدلاء الأهلي، وجه الفريق الأنغولي تسديدة مقوسة من مسافة بدت وكأنها ستسقط في قلب الشبكة، لكن لحسن الحظ ارتطمت الكرة بالحلقة ورجعت للعب.
التقطها لاعبو الأهلي وأرسلوها إلى وايت جونيور الذي سجل نقطتين ثمينتين، فلو دخلت كرة الفريق الأنغولي للحلقة لاتسع الفارق إلى سبع نقاط كاملة، مما كان سيزيد الضغط على لاعبي الأهلي. تقلص الفارق إلى 13-11 عند الدقيقة 4:22.

خلال 22 ثانية، شن بيترو ضغطاً عالياً على الأهلي، وأرسل كرة مقوسة من بعيد ارتطمت بالحلقة ثم أرسلها مرة أخرى لتعود من جديد.
هنا أسرع عصام مرعي فالتقط الكرة وعكس اللعب بشكل سريع وأرسلها إلى وايت جونيور الذي لم يتردد في تسجيل نقطتين ليتعادل الفريقان لأول مرة في المباراة بنتيجة 13-13 عند الدقيقة 3:44.
لكن القصير الماكر اللاعب رقم 5 شيلدي دونداو في فريق بيترو، وفي غفلة من لاعبي الأهلي، رمى كرة مباشرة ومقوسة حصل فيها الفريق الأنغولي على تفوق جديد عند الدقيقة 3:28، النتيجة الآن 16-13.

في 22 ثانية من الجحيم، أي من الدقيقة 3:22 وإلى 3:00، تسارعت الوتيرة وارتفع الاندفاع البدني.
بيترو يسجل والأهلي يقلص الفارق حتى أصبح 17-15، ثم اتجهنا إلى تعادل ثانٍ مجدداً عند الدقيقة 2:53، النتيجة 17-17.
في هذا الشوط، تعادل الفريقان في النتيجة مرتين.
عند الدقيقة 2:23، أتى أخيراً منعطف المباراة؛ يبدو أن اللاعب رقم 5 (وهو على الأرجح جان جاك بويسي الذي ذكرته في تشكيلة الشوط الثاني) قد فك الشفرة أخيراً، فمن على حافة الملعب أرسل كرة طارت عالياً في السماء لتهبط وسط حلقة بيترو، لتتغير النتيجة لصالح الأهلي 20-17.
ضاعف بعدها عصام مرعي النتيجة بسرعة بعد لمسه الكرة أثناء خروجها من الحلقة ليعيدها إلى الشباك لتصبح النتيجة 22-17 للأهلي مقابل 17 لبيترو، لينهض كل من في دكة بدلاء الأهلي وجماهيره من الفرحة وتتنفس الصعداء قليلاً مع وصول الدقيقة 2:04.

مباشرة طلب مدرب فريق بيترو “سيرجيو مورينو“ وقتاً مستقطعاً قبل أن يتسع الفارق، ولاحظنا أنه أظهر لوحة العمليات ويشرح تكتيكاً على ما يبدو أنه سيستخدمه خلال الدقائق القادمة من هذا الشوط. في الجانب الآخر عند دكة بدلاء الأهلي، بدا الهدوء والارتياح رغم أن الفارق ليس بكبير، خمس نقاط فقط.

إحصائيات سريعة لتسجيل نقاط الأهلي حتى الدقيقة 2:04:
. جالين آدامز رقم 2 سجل 7 نقاط.
. فابيان وايت جونيور رقم 4 سجل 6 نقاط.
. عصام مرعي سجل 6 نقاط.
. جان جاك بويسي رقم 5 سجل 3 نقاط
في الدقيقة الأخيرة للشوط الأول تسارعت الأحداث، فاستطاع بيترو تقليص الفارق بعد استبدال اللاعب محمد الساعدي باللاعب رقم 10 كالب أغادا، لتصبح النتيجة 19 لصالح بيترو و22 لصالح الأهلي.
سرعان ما سجل الأهلي عبر اللاعب رقم 10 كالب أغادا قبل 43 ثانية من النهاية، لتتغير النتيجة إلى 24-19 للأهلي.

بعدها اشتعلت المدرجات بعد رمية فابيان وايت جونيور المقوسة من بعيد قبل 14 ثانية من نهاية الشوط، لتصبح النتيجة 27-19 للأهلي.

وسع الأهلي الفارق إلى 8 نقاط لأول مرة في المباراة، وعلى هذه النتيجة انتهى الشوط الأول وسط فرحة كبيرة في صفوف الأهلي وجماهيره.

الشوط الثاني: توسيع الفارق بقوة:
دخل الأهلي الشوط الثاني بتشكيل ضم كل من: جالين آدامز، فابيان وايت جونيور، كالب أغادا، عصام مرعي، وجان جاك بويسي.
الكرة كانت بحوزة بيترو، ودخل لاعبوه بحماس وتمكنوا برمية مقوسة من مسافة طويلة من تسجيل 3 نقاط بشكل سريع بعد 12 ثانية فقط من انطلاق الشوط الثاني، لتصبح النتيجة 27-22 للأهلي.
خلال هذه الأثناء، أصبح أداء فريق بيترو عالياً جداً وبنسق مرتفع.
بعد ذلك وفي هجمتين عكسيتين خاطفتين، عزز الأهلي النقاط عند الدقيقة 8:44، سجلهما كل من رقم 5 جان جاك بويسي ورقم 10 كالب أغادا.
هنا توسع الفارق بسرعة حيث وصل إلى 11 نقطة عند الدقيقة 8:18 (33-22 للأهلي).
مما عمق جراح فريق بيترو، فبينما كان يهجم من منتصف الملعب، خطف رقم 10 كالب أغادا الكرة بشكل ماكر من وسط الملعب واتجه بها نحو حلقة فريق بيترو ليسجل نقطتين، كل ذلك حدث في ظرف 14 ثانية فقط حيث سجل الأهلي 6 نقاط متتالية.
استمر هذا الشوط بنفس الوتيرة والنسق إلى أن انتهى بنتيجة 43-38 للأهلي.
الشوط الثالث: تأكيد التفوق والألعاب الجماعية:
دخل الأهلي الشوط الثالث بتشكيل ضم: جالين آدامز رقم 2، فابيان وايت جونيور رقم 4، محمد الساعدي رقم 13، عصام مرعي، ورقم 10 كالب أغادا.
جاء تسجيل الأهلي الأول في هذا الشوط من خطأ، حيث استفاد عصام مرعي. بعد إخفاقه في تسجيل الرميتين المباشرتين، وبعد ارتطام الكرة بالحلقة بعد الرمية الثانية وهي تنزل إلى الأرض، وفي بهتة من أحد مدافعي بيترو، نجح اللاعب رقم 2 جالين آدامز من التعويض وتسجيل النقطتين للأهلي.
لتصبح النتيجة 47-38 للأهلي مقابل 38 لبيترو عند الدقيقة 8:54.
استمرت وتيرة الأهلي في تصاعد، ولاعبوه يتفننون في ألعاب جماعية أبهرت كل من في الملعب، إلى أن انتهى الشوط الثالث بنتيجة 66-54 بفارق 12 نقطة لصالح الأهلي.
الشوط الرابع: بصمات البدلاء تحسم المجد في اللحظات الأخيرة
على عكس الأشواط الثلاثة السابقة، افتتح فريق بيترو التسجيل في الربع الأخير مستفيداً من خطأ ارتكبه عصام مرعي.
أصبحت النتيجة 66 للأهلي مقابل 57 لبيترو بعد 13 ثانية فقط من البداية، وبالتحديد عند الدقيقة 9:47.
هنا، انزعج مدرب الأهلي، فؤاد أبوشقرة، قليلاً ونبه لاعبيه لعدم ارتكاب مثل هذه الأخطاء.

استمر الأداء الجميل والألعاب الاستعراضية الرائعة من لاعبي الأهلي، واستمر نفس أسلوب ونسق اللعب إلى أن اتسع الفارق بشكل كبير.
ورغم أن المباراة كانت تتجه نحو فوز الأهلي بنتيجة 88 مقابل 65 لبيترو، فإن الثواني الاثني عشر الأخيرة شهدت لحظات لا تُنسى.
ففي هجمة عكسية لفريق بيترو، وبعد أن أرسل لاعب بيترو الكرة نحو السلة واطمأن على قرب ولوجها لشبكة الأهلي، تفاجأ الجميع بمهارة منقطعة النظير من “أونويا“، أحد اللاعبين الذين كانوا على دكة البدلاء ودخل بديلاً عن عصام مرعي.

بارتفاعه للأعلى ولمس الكرة قبل دخولها ليبعدها عن الحلقة في مجازفة خطيرة كادت أن تودي به لإصابة بليغة، في لقطة تاريخية على أرض هذه الصالة أظهرت شغفاً وتفانياً لا يوصف.

ولم تتوقف الإثارة عند هذا الحد؛ فمع الدخول الأخير لأحد الوجوه الواعدة، اللاعب رقم 23 “الصادق“، بديلاً عن جالين آدامز في الدقيقة الأخيرة، أحدث هذا البديل الشاب فارقاً فورياً بحصوله على نقطتين ثمينتين فور دخوله للميدان.

فقد اقتنص الكرة التي ارتدت من الحلقة بعد تسديدة بعيدة المدى من فابيان وايت جونيور وسجلها باقتدار.

اتجه بعدها اللاعب لمدربه فؤاد أبوشقرة، الذي احتضنه وقبل رأسه، في لقطة رائعة توضح مدى التلاحم الكبير بين اللاعبين والمدرب.

وفي ذات الدقيقة الأخيرة، استبدل المدرب أبوشقرة محمد الساعدي ليريحه، وحل محله اللاعب رقم 10 كالب أغادا، مؤكداً على الثقة في جميع عناصر الفريق حتى الرمق الأخير.

انتهت المباراة بفوز مستحق للأهلي طرابلس، وها هي نتائج جميع الأشواط:
. الشوط الأول: الأهلي طرابلس 27 – بيترو دي لواندا 19
. الشوط الثاني: الأهلي طرابلس 16 – بيترو دي لواندا 19
. الشوط الثالث: الأهلي طرابلس 23 – بيترو دي لواندا 16
. الشوط الرابع: الأهلي طرابلس 22 – بيترو دي لواندا 13
إحصائيات المباراة النهائية:
. النقاط: الأهلي طرابلس 88، بيترو دي لواندا 67
. الأهداف الميدانية: الأهلي طرابلس 31/78، بيترو دي لواندا 25/59
.التمريرات الحاسمة (Assists): الأهلي طرابلس 26، بيترو دي لواندا 19
. الريباوند (Rebounds): الأهلي طرابلس 30، بيترو دي لواندا 54
. الرميات الثلاثية (3-Pointers): الأهلي طرابلس 8/28، بيترو دي لواندا 8/22
تتويج الأبطال وتكريم النجوم: جوائز BAL لعام 2025
لم تقتصر الإثارة في دوري كرة السلة الأفريقي (BAL) لعام 2025 على أرض الملعب ونهائيه الحاسم بين الأهلي طرابلس وبيترو دي لواندا فحسب، بل امتدت لتشمل مراسم إعلان الجوائز الفردية والجماعية المرموقة، والتي أعلنت عنها الرابطة يوم السبت، 14 يونيو 2025.
جاء هذا التكريم بعد 24 ساعة من فوز المدرب الليبي القدير فؤاد أبوشقرة بلقب “أفضل مدرب لعام 2025″، مما أضفى طابعاً خاصاً على إنجازات الأهلي طرابلس.
لم تقتصر الإثارة في دوري كرة السلة الأفريقي (BAL) لعام 2025 على أرض الملعب ونهائيه الحاسم بين الأهلي طرابلس وبيترو دي لواندا فحسب، بل امتدت لتشمل مراسم إعلان الجوائز الفردية والجماعية المرموقة، والتي أعلنت عنها الرابطة يوم السبت، 14 يونيو 2025.
جاء هذا التكريم بعد 24 ساعة من فوز المدرب الليبي القدير فؤاد أبوشقرة بلقب “أفضل مدرب لعام 2025″، مما أضفى طابعاً خاصاً على إنجازات الأهلي طرابلس.
مشهد احتفالي بقمصان النصر:
في قلب هذا المشهد الاحتفالي، ارتدى اللاعبون ومدربهم وجماهيرهم قمصاناً سوداء موحدة، وقد كُتب عليها كلمة “البطولة”.
كانت هذه القمصان أكثر من مجرد زي؛ كانت رمزاً للوحدة، للجهد المبذول، وللحلم الذي تحوّل إلى حقيقة، لتضيف لمسة بصرية قوية إلى لحظات المجد التي عاشها الجميع.

أبطال يتحدثون: أحلام تتحقق ووطن ينتظر الاحتفال:
بعد أن هدأت صافرة النهاية وأعلنت تتويج الأهلي طرابلس بطلاً لأفريقيا، لم تكن الأجواء في “صن بيت أرينا“ أقل حماساً.

فبين فرحة اللاعبين واحتفالات الجماهير، كانت الكاميرات تتسابق لرصد ردود الفعل الأولى، فيما انطلقت المذيعة لتجري لقاءين مميزين مع نجمين ساهما بفعالية في هذا الإنجاز التاريخي: جان جاك بويسي المتوج بلقب أفضل لاعب في أفريقيا، ومحمد الساعدي ابن ليبيا البار.

جان جاك بويسي (الأهلي طرابلس): كما ذكرنا سابقاً، توج بويسي بجائزة أفضل لاعب في دوري أفريقيا لكرة السلة 2025 (The Hakeem Olajuwon Trophy – MVP)، بالإضافة إلى كونه هداف الموسم بمتوسط 18.9 نقطة في عشر مباريات. شهادة مستحقة على قيادته وتألقه اللافت.

استهل بويسي حديثه بكلمات تعكس التواضع وروح الفريق: “إن زملائي وفريقي يساعدونني كثيراً كل يوم، وأنا متأكد أنني أنهض كل يوم، أحاول أن أتعلم من فريقي، وأنا سعيد جداً فقد فزنا بالكأس”.
ثم أضاف بكلمات تحمل طموحاً عالمياً ورسالة ملهمة: “أنا متأكد من أن حلم كل طفل في العالم أن يصبحوا أبطال.”
محمد الساعدي (الأهلي طرابلس): أجاب بحماس وفخر واضح، وكأن كلماته تحمل أصداء فرحة أمة بأكملها: “أولاً الحمد لله، الحمد لله. شكراً يا رب على كل شيء.

أنا فخور كثيراً بفريقي، ومدربي، وإدارة نادي الأهلي طرابلس. نحن نصنع التاريخ في بلدي ليبيا، إحنا قدمنا من مسافة بعيدة لكي نُحدث تغيير وتطوير في كرة السلة بليبيا.”

كانت كلماته مزيجاً من الشكر الإلهي والفخر الوطني العميق، مع إشارة واضحة إلى التضحيات التي بذلها الفريق من أجل هذا الإنجاز.

أرقام تعكس الهيمنة في النهائي:
. سيطر عصام مرعي على المباراة، مسجلاً 22 نقطة و19 كرة مرتدة، وهو أفضل أداء له في موسم 2025 من الدوري الأنغولي، ليثبت أنه ركيزة لا غنى عنها في دفاع وهجوم الفريق.

. أضاف فابيان وايت جونيور 18 نقطة وتسع كرات مرتدة، مقدماً دعماً هجومياً ودفاعياً كبيراً.

. قاد جايلين آدامز هجوم الأبطال الجدد بتسجيله 11 نقطة وسبع تمريرات حاسمة، مؤكداً على دوره كقائد حقيقي للفريق.
من جانب بيترو دي لواندا، تصدر أبو بكر غاكو، الحائز على لقب أفضل لاعب في الدوري الأنغولي، قائمة هدافي فريقه برصيد 12 نقطة من مقاعد البدلاء.
وأنهى باتريك غاردنر وتشايلد دونداو المباراة برصيد 11 نقطة لكل منهما.
دروس من الخسارة.. وتلاحم يصنع التاريخ:
بعد المباراة، عبر ريغوبيرتو ميندوزا، الذي سجل 4 من 6 محاولات وأنهى المباراة بـ10 نقاط، عن أسفه قائلاً: “لقد استغلوا تقريباً كل خطأ ارتكبناه”.
وأضاف اللاعب من جمهورية الدومينيكان: “واجهنا صعوبة في تحريك الكرة، وكان بإمكاننا التحكم في انفعالاتنا بشكل أفضل.
كل هذه الأمور مجتمعة كلفتنا خسارة مباراة البطولة”. وتابع ميندوزا بوضوح: “سواءً كنا فريقاً أفضل أم لا، فقد كانت مجرد مباراة كرة سلة.
في مثل هذه الحالة، يُصبح الفريق الذي يُسيطر على خطته بشكل أفضل هو الفريق الأفضل، وهذا ما حدث”.

أما عن كيفية صعود الأهلي طرابلس ليصبح أول فريق من تصفيات الطريق إلى دوري أبطال آسيا لكرة السلة يتوج بلقب الدوري، فقد أجاب نسيم بادروش، حارس مرمى الأهلي طرابلس، بكلمة واحدة تلخص كل شيء: “كان العامل الرئيسي لنجاحنا في دوري أبطال آسيا لكرة السلة هو تلاحمنا“
وأضاف موضحاً هذا التلاحم: “لقد تماسكنا مهما كانت الظروف.
من السفر إلى تركيا لحضور معسكرنا التدريبي بعد مؤتمر النيل إلى السفر إلى تونس لتقديم طلبات تأشيراتنا إلى جنوب أفريقيا، كافحنا معاً لأننا كنا نملك هدفاً”.
جوائز التميز الفردي في BAL 2025:
تألقت عدة أسماء في سماء البطولة، وحصدت التقدير الذي تستحقه:
. سولو دياباتي (بيترو دي لواندا): فاز لاعب بيترو دي لواندا المخضرم، الذي شارك في دوري كرة السلة الأفريقي خمس مرات وبطل الدوري مرتين، بجائزة مانوت بول لأفضل لاعب في الروح الرياضية لهذا العام. دياباتي، الذي ساعد فريقه على الوصول إلى النهائي، يجسد القيم الرياضية النبيلة داخل وخارج الملعب.

. أليو ديارا (APR): للمرة الثانية في مسيرته في دوري BAL، فاز اللاعب الدولي المالي أليو ديارا بجائزة ديكيمبي موتومبو لأفضل لاعب دفاعي في العام.
جاء الإعلان عن هذه الجائزة قبل دقائق من النهائي، وقدمها له عضو قاعة مشاهير الدوري الأمريكي للمحترفين (NBA) تريسي ماكجريدي، مما أضفى وزناً خاصاً على هذا التكريم.
قدّم ديارا موسماًرائعاً، حيث ساعد فريق APR، بطل رواندا، على الحصول على المركز الثالث في دوري BAL لعام 2025.
حقق متوسط 17.4 نقطة، 11.6 متابعة، 3.4 صدات، وسرقة واحدة في ثماني مباريات هذا الموسم

فرق الدفاع الأفضل في BAL 2025:
تكريمًا للتميز الدفاعي، أعلنت الرابطة عن فريقين لأفضل المدافعين لهذا الموسم:
. الفريق الدفاعي الأول لعام 2025: ضم كلاً من جان جاك بويسي (الأهلي طرابلس)، وعوبديا نويل، وكاليب أغادا، وتايفال لينارد جونيور، وأليو ديارا.

. الفريق الدفاعي الثاني لعام 2025: تكون من تشايلد دونداو، ومحمد الساعدي (الأهلي طرابلس)، وإيفان ألميدا، وماجوك دينغ، ويوسوفا ندوي.

ختام ملحمة المجد الليبي
بهذا الفوز التاريخي، لم يحقق الأهلي طرابلس لقباً قارياً فحسب، بل زرع الأمل والفخر في قلوب كل الليبيين، مؤكداً أن بالجهد، التلاحم، والعزيمة، يمكن تحقيق الأحلام مهما كانت التحديات.

إنه فوز تاريخي سيظل محفوراً في ذاكرة كرة السلة الليبية لأجيال قادمة، مبشرًا بمستقبل مشرق لهذه الرياضة في ليبيا.
فالأهلي طرابلس لم يفز ببطولة فقط، بل كتب قصة نجاح ملهمة، تستحق أن تروى وتخلد.
