عاد الدوري الليبي الممتاز ليُشعل الأجواء الكروية في جولة الإياب من الدور السداسي الأول، وشهدت هذه الجولة مواجهات مثيرة حبست الأنفاس، ورسمت ملامح المنافسة الشرسة على صدارة المجموعة الثانية.
فبين عودة الأهلي طرابلس المذهلة، وتفوق الاتحاد المتجدد، وفوز الاتحاد المصراتي خارج الديار، كانت المتعة والإثارة حاضرة بقوة!
قمة مصراتة تُرسم بالتعادل الإيجابي: الأهلي طرابلس يعود من بعيد!
في أمسية كروية حافلة بالتشويق، شهد ملعب مصراتة قمة نارية بين السويحلي وضيفه الأهلي طرابلس.
كانت الأنظار كلها تتجه نحو هذه المباراة، ففرق المجموعة الثانية كانت تترقب تعثر الأهلي طرابلس لإيقاف تقدمه السريع في حصد النقاط، خاصةً أنه يلعب خارج ملعبه.
وبالفعل، كانت بداية المباراة صادمة لجماهير الأهلي، حيث فرض السويحلي سيطرته المطلقة في الشوط الأول.
افتتح اللاعب “العباسي“ التسجيل للسويحلي في الدقيقة 21، قبل أن يعزز النتيجة بهدف ثانٍ في الدقيقة 33، لينتهي الشوط الأول بتقدم أصحاب الأرض بهدفين دون رد.
كاد السويحلي أن يقلص الفارق إلى نقطتين فقط لو فاز، مما كان سيشعل المنافسة بشكل لا يصدق في هذه المجموعة!
لكن الأهلي طرابلس أبى الاستسلام، وعاد بقوة في الشوط الثاني، قلص نجمه حمدو الهوني الفارق في الدقيقة 68، قبل أن ينجح الساحر مؤيد اللافي في إدراك التعادل القاتل في الدقيقة 89، ليمنح فريقه نقطة ثمينة خارج الديار.
المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي (2-2)، وهي نفس نتيجة مباراة الذهاب التي جرت في أبريل الماضي وانتهت (1-1) بعد أحداث مؤسفة.
هذا التعادل يرفع رصيد الأهلي طرابلس إلى 16 نقطة، محافظاً على صدارته للمجموعة، بينما ارتفع رصيد السويحلي إلى 11 نقطة.
الاتحاد يحكم قبضته على الأولمبي بهدف ثمين!
في الزاوية، حقق فريق الاتحاد فوزاً غالياً على مضيفه الأولمبي بنتيجة (1-0) على أرضية ملعب الزاوية،جاءت المباراة متكافئة في شوطها الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي.
ولكن في الشوط الثاني، تمكن المحترف “تومي سنق“ من هز شباك الأولمبي في الدقيقة 48، مسجلًا الهدف الوحيد في المباراة ومانحاً فريقه ثلاث نقاط ثمينة.
بهذا الانتصار، رفع الاتحاد رصيده إلى 14 نقطة، معززاً حظوظه في المنافسة بقوة.
تجدر الإشارة إلى أن نتيجة هذه المباراة هي نفسها نتيجة مباراة الذهاب في الدور السداسي، حيث فاز الاتحاد على الأولمبي بنفس النتيجة (1-0).
الاتحاد المصراتي يفرض كلمته خارج الديار على المدينة!
وفي طرابلس، تمكن فريق الاتحاد المصراتي من تحقيق فوز ثمين خارج الديار على حساب مضيفه المدينة بنتيجة (3-1) على أرضية ملعب النهر الصناعي.
افتتح الاتحاد المصراتي التسجيل مبكراً عن طريق لاعبه “عبّلو“ في الدقيقة 19، قبل أن يعزز البوعيسي النتيجة بالهدف الثاني في الدقيقة 35، لينتهي الشوط الأول بتقدم الضيوف بهدفين دون رد.
في الشوط الثاني، واصل الاتحاد المصراتي سيطرته وأضاف الهدف الثالث بواسطة اللاعب محمد المنقوش في الدقيقة 62.
ونجح فريق المدينة في تقليص الفارق عبر ركلة جزاء سجلها المحترف “أتو جون“.
انتهت المواجهة بثلاثة أهداف مقابل هدف لصالح الاتحاد المصراتي.
هذا الفوز يرفع رصيد الاتحاد المصراتي إلى 10 نقاط، بينما تجمد رصيد المدينة عند 9 نقاط. يذكر أن مباراة الذهاب بين الفريقين في مصراتة انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف.
ملامح الصعود تتضح: تحليل عميق لترتيب المجموعة الثانية
بعد هذه الجولة المثيرة، بدأت معالم المتأهلين للدور القادم تتضح شيئاً فشيئاً.
يتربع الأهلي طرابلس على صدارة المجموعة برصيد 16 نقطة، محققاً 3 انتصارات و4 تعادلات دون أي خسارة.
أما الوصافة، فمن نصيب الاتحاد من طرابلس برصيد 14 نقطة، حقق 4 انتصارات وتعادلاً واحداً وخسر مباراتين.
يأتي في الترتيبين الثالث والرابع فريقي مدينة مصراتة.
حل السويحلي ثالثاً برصيد 11 نقطة، بفوز واحد و5 تعادلات وخسارة وحيدة.
فيما جاء الاتحاد المصراتي رابعاً برصيد 10 نقاط، بفوزين و3 تعادلات وخسارتين.
تراجعت المدينة إلى المركز الخامس برصيد 9 نقاط، بفوزين وتعادل واحد و4 خسائر.
وأخيراً، يتذيل فريق الأولمبي من الزاوية الترتيب برصيد 7 نقاط، بفوز واحد وتعادلين و4 خسائر.
نظرة على الأرقام: الهجوم والدفاع يكشفان المستويات!
بعيداً عن النقاط، الأرقام لا تكذب وتكشف لنا المستويات الحقيقية لخطوط الفرق!
. أقوى خط هجوم: بلا منازع، يمتلك الأهلي طرابلس الهجوم الأكثر فتكاً في المجموعة! بـ 15 هدفاً، أظهر لاعبوه قدرة خارقة على هز الشباك، مما جعلهم كابوساً لدفاعات الخصوم.
. أقوى خط دفاع: هنا يبرز الاتحاد كصخرة لا تُقهر! استقبلت شباكه 7 أهداف فقط، ليثبت أنه يمتلك دفاعاً فولاذياً، يصعب اختراقه، ومصدر قوة لا غنى عنه في سباق الصدارة.
. أسوأ خط هجوم: في المقابل، يعاني فريق المدينة من عقم هجومي واضح، حيث سجل لاعبوه 6 أهداف فقط!
هذا الرقم يشير إلى الحاجة الماسة لتعزيز القوة الهجومية لكي يتمكن الفريق من العودة للمنافسة بقوة.
. أسوأ خط دفاع: أما اللقب الذي لا يرغب أحد في الحصول عليه، فهو لـ المدينة أيضاً، فدفاعه استقبل 16 هدفاً!
هذا الرقم يمثل جرس إنذار قوي، ويدعو إلى إعادة ترتيب الأوراق الدفاعية بشكل فوري قبل فوات الأوان.
جولات حاسمة تنتظرنا: صراع الأمتار الأخيرة يشتعل!
مع تصحيح الأرقام، بات يتبقى لكل فريق 4 مباريات حاسمة في هذا الدور السداسي، مما يعني أن الإثارة ستصل إلى ذروتها!
يوم السبت الموافق 14 يونيو، يتجه المتصدر الأهلي طرابلس إلى مصراتة لمواجهة فريق صعب وعنيد هو الاتحاد المصراتي. مباراة الذهاب شهدت فوز الأهلي بثلاثة أهداف لهدف في طرابلس، فهل ينجح الاتحاد المصراتي في الثأر على أرضه وبين جماهيره؟ هذه المواجهة ستكون مفترق طرق حقيقي للفريقين!
في نفس الجولة، يستقبل الاتحاد، صاحب المركز الثاني، فريق السويحلي، صاحب المركز الثالث، في مباراة قوية بكل المقاييس.
مباراة الذهاب انتهت بفوز السويحلي بهدف نظيف، مما يجعل الاتحاد في مهمة صعبة لتحقيق الفوز وتعزيز موقعه في الوصافة.
هذه المباراة تعد قمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى!
وفي مواجهة أخرى، يشد الأولمبي الرحال إلى طرابلس ليواجه المدينة.
نتيجة مباراة الذهاب كانت لصالح الأولمبي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، فهل يكرر الأولمبي فوزه الكبير أم يتمكن المدينة من العودة وتحقيق نتيجة إيجابية على أرضه؟
بعد هذه الجولة النارية، ستكون مباريات الأهلي طرابلس من العيار الثقيل، حيث سيواجه المدينة والاتحاد والأولمبي.
أما الاتحاد فلن يتبقى له سوى مباراة واحدة أمام الاتحاد المصراتي في مصراتة، بالإضافة إلى مواجهتيه المتبقيتين مع الأهلي طرابلس والمدينة.
بينما سيلتقي المدينة مع الأهلي طرابلس والاتحاد والسويحلي. وبالنسبة للاتحاد المصراتي فستكون لديه مواجهات قارية مع الاتحاد والسويحلي في ديربي مدينة مصراتة.
وأخيراً، سيلاقي السويحلي الأولمبي والمدينة والاتحاد المصراتي.
مع هذا المستوى المرتفع من الإثارة والندية، تترقب الجماهير الليبية بشغف ما ستحمله الجولات القادمة من مفاجآت وصراعات حاسمة نحو تحديد المتأهلين للدور التالي.
هل سيستمر الأهلي طرابلس في صدارته؟
وهل يتمكن الاتحاد من اللحاق به؟
الأيام القادمة ستكشف لنا كل ذلك!
