هل يتناول إيلون ماسك مخدر الـ”كيتامين”؟
سؤال شغل الرأي العام ووسائل الإعلام، حتى أن الملياردير نفسه خرج عن صمته ليرد على هذه المزاعم.
فما بين فيديو يُظهر إبداعاته بشوكة وملعقة، ومقالات صحفية تتحدث عن عاداته، يجد ماسك نفسه في دائرة الضوء، بينما هو يحذر من “أكبر مخاوفه” على مستقبل أمريكا.
“لا أتعاطى الكيتامين!”.. ولكن!
القصة بدأت عندما انتشر مقطع فيديو يظهر إيلون ماسك في حفل عشاء، وهو يصنع شكلاً يشبه سفينة فضائية من الشُوَك والملاعق.
أحد المستخدمين علّق بأن ماسك كان “تحت تأثير الكيتامين”، ليأتي الرد من بول غراهام (الذي لا نعرف علاقته بماسك، لكنه يبدو متابعاً جيداً لأخباره) قائلاً: “إنك لا تحتاج لتكون تحت تأثير الكيتامين لصنع مثل هذا الشكل”.
وكأن غراهام يدافع عن “عبقرية” ماسك حتى في فنون المائدة!
ثم جاء الرد الرسمي من ماسك نفسه عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، حيث نفى بشكل قاطع قائلاً: “أنا لا أتعاطى الكيتامين”.
لكن، القصة لم تنتهِ هنا. فماسك، وفي منشور آخر، انتقد مقالاً لصحيفة “نيويورك تايمز” زعم أنه كان يتعاطى المخدرات عندما أصبح أحد أقرب حلفاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وهنا جاء الاعتراف المفاجئ من ماسك: “أنا لا أتعاطى المخدرات! صحيفة “نيويورك تايمز” كانت تكذب بشدة. لقد جربت الكيتامين “وصفة طبية”، منذ سنوات عدة وقلت ذلك على “إكس”، لذا هذا ليس حتى خبراً جديداً.
إنه يساعد في الخروج من الحالات النفسية المظلمة، لكنني لم أتناوله منذ ذلك الحين”.
هنا يضعنا ماسك أمام حقيقة مثيرة: فهو لم ينفِ تعاطيه الكيتامين بشكل مطلق، بل اعترف بتجربته “بوصفة طبية” لمواجهة “الحالات النفسية المظلمة”.
فهل هذا اعتراف بشفافية، أم محاولة للسيطرة على السردية الإعلامية؟
خاصة بعد أن نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالات سابقة تزعم استمراره في استخدام الكيتامين ومجموعة متنوعة من المخدرات، محذرة من “عواقب وخيمة” على صحته وشركاته.

“أكبر خطر على الحضارة”: تراجع معدلات المواليد
بعيداً عن عالم المخدرات والشكوك، يطل إيلون ماسك بوجه آخر، وهو وجه المفكر والمحذر من “أكبر خطر على مستقبل الحضارة”: تراجع معدلات المواليد.
وكأن ماسك، وهو أب لعدد كبير من الأطفال، يرى في هذه الظاهرة تهديداً وجودياً للبشرية، بينما يرى آخرون أن هذه المخاوف “مبالغ فيها”.
دراسة صادمة من جامعة ولاية ميشيغان الأمريكية كشفت عن أدلة تدعم مخاوف ماسك.
فقد تضاعفت نسبة الأمريكيين الذين لا يرغبون في إنجاب أطفال من 14% عام 2002 إلى 29% في 2023. وانخفضت نسبة غير الآباء الذين يخططون للإنجاب من 79% إلى 59%. هذه الأرقام، التي اعتمدت على مسح شمل 80 ألف بالغ، تكشف عن تحول ديموغرافي كبير.
وماسك، الذي لطالما حذر من “التبعات المحتملة” لهذا التراجع، مثل نقص العمالة، وارتفاع الديون، وضغط على أنظمة المعاشات والرعاية الصحية، يرى في هذه الدراسة تأكيداً لمخاوفه.
في المقابل، يرى بعض الخبراء أن “مخاوف ماسك مبالغ فيها”، مؤكدين أن الانخفاض في معدلات الخصوبة مستمر منذ عقود في الدول المتقدمة، وأن تراجع الولادات بين المراهقين يُعتبر تطوراً إيجابياً.
لكن الأرقام لا تكذب: معدل الولادات في أمريكا انخفض إلى 54.5 لكل 1000 امرأة في سن الإنجاب عام 2023، وهو أدنى مستوى تاريخياً، مع أقل من 3.6 مليون ولادة.
وهذا الاتجاه، وفقاً للخبراء، قد يؤدي إلى “أزمة سكانية” بحلول عام 2050 تهدد استدامة الاقتصاد وأنظمة الدعم الاجتماعي.
في الختام: يبدو أن إيلون ماسك يعيش حياة مليئة بالتناقضات: فهو الملياردير صاحب الرؤى المستقبلية الذي يحذر من انهيار الحضارة، وفي الوقت نفسه يواجه مزاعم تعاطي المخدرات التي قد تؤثر على صورته وشركاته.
فهل يستطيع “الرجل الحديدي” هذا أن يقود البشرية نحو مستقبل مزدهر، بينما هو نفسه يواجه “حالات نفسية مظلمة”؟ وهل ستستمع الحكومات لتحذيراته بشأن “أزمة السكان”، أم أنها ستكتفي بمراقبة “أداء” إيلون ماسك على منصات التواصل الاجتماعي؟