مزحة أم تهور؟ قنبلة لفظية تهز مطار مالطا وتُكلف شاباً ليبياً حريته

في حادثة كادت أن تُحدث ذعراً واسعاً، وُضع شاب ليبي في قفص الاتهام بمحكمة مالطية بعد أن أطلق “مزحة” عن وجود قنبلة في حقيبته بمطار لوقا الدولي.

هذه الواقعة تُسلط الضوء على حساسية الأوضاع الأمنية في المطارات، خاصة في ظل التحديات الإقليمية التي تمر بها منطقة البحر الأبيض المتوسط.

تفاصيل الحادثة: بداية “الدراما” في المطار

تُشير التفاصيل إلى أن طه أسامة علي إدريز، البالغ من العمر 21 عاماً، والمقيم في مدينة السويقي الليبية، كان يستعد للسفر إلى بيرغامو بإيطاليا يوم الخميس.

بدأت المشكلة عندما أبلغه موظفو المطار بأن حقيبة يده تجاوزت الحجم المسموح به للمقصورة. وبعد أن دفع الرسوم اللازمة لتسجيل الحقيبة، طُرح عليه سؤال روتيني عما إذا كانت تحتوي على أي أجهزة إلكترونية. هنا، كانت الإجابة الصادمة وغير المتوقعة: إنها تحتوي على قنبلة.”

أثارت هذه الكلمات حالة من الذعر الفوري بين الموظفين، ما دفع أمن الطيران للتدخل السريع وإخراج إدريز من منطقة الصعود إلى الطائرة.

تم القبض عليه ووضعه تحت الحراسة النظرية.

الندم والفكاهة الساذجة: دفاع المتهم

خلال مثول إدريز أمام المحكمة، اعترف بتقديم تصريح كاذب ونشر معلومات مضللة تسببت في حالة من الذعر.

أوضح ممثلو الادعاء أن تصريحاته أثارت اضطرابًا وذعرًا بعد “تبادل حاد للاتهامات” بينه وبين موظفي الأرض.

ومع ذلك، أقروا بأن إدريز تعاون بشكل كامل أثناء التحقيق وأبدى ندمه على أفعاله.

من جانبه، زعم الدفاع أن التعليق كان متهوراً ولم يكن من المقصود أبداً أن يؤخذ على محمل الجد.

وأكد المحامي أن الحقيبة كانت تحتوي فقط على أغراض شخصية، واصفاً الحادثة بأنها محاولة ساذجة للفكاهة.

نظرًا للظروف والسجل النظيف للمتهم، وافقت المحكمة على الإفراج المشروط لمدة ثلاث سنوات.

وفي معرض النطق بالحكم، شدد القاضي على خطورة مثل هذه الادعاءات، بغض النظر عن النية الكامنة وراءها، لتأكيد أن الأمن في المطارات ليس محلاً للمزاح.

ترأس مفتشو الشرطة محمد شراب وروكسان تابون الادعاء، بينما مثل المحامي روبرتو سبيتيري المتهم.

تداعيات “المزحة”: رسائل أمنية وسياسية عابرة للحدود

تُعد هذه الحادثة، رغم طابعها الفردي، مؤشراً على مدى التوتر الأمني الذي يُلقي بظلاله على المنطقة، وتحديداً بين ليبيا ودول الجوار الأوروبي مثل مالطا. فالقرب الجغرافي لمالطا من ليبيا يجعلها في الخط الأمامي للتداعيات الأمنية لأي اضطراب، وهو ما أكدته افتتاحية “Times of Malta” مؤخراً حول دعوة مالطا لأوروبا بـ “التخلي عن وهم الاستقرار” في ليبيا.

إن مثل هذه الحوادث، حتى وإن كانت ناتجة عن تهور فردي، تُضاف إلى قائمة المخاوف الأمنية التي تدفع مالطا والاتحاد الأوروبي لزيادة اليقظة والضغط من أجل استقرار حقيقي في ليبيا.

فالحدود والمطارات ليست مجرد نقاط عبور، بل هي مرآة تعكس حالة الأمن الإقليمي والدولي.

المزيد من الكاتب

صدمة هزّت العالم: هجوم “الموت” يطارد بوتين في سماء روسيا.. شرارة الحرب الكبرى على وشك الاشتعال؟!

سيف الإسلام القذافي في قلب العاصفة الليبية: “أنتي دبلوماتيكو” تفجر خفايا المؤامرة الدولية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *