واشنطن ، أثار نائب جمهوري في الكونغرس الأمريكي، راندي فاين، موجة واسعة من الغضب والاستنكار إثر دعوته الصادمة إلى قصف قطاع غزة بالسلاح النووي، مستشهداً بضربات هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية. هذه التصريحات، التي جاءت بعد حادثة مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، أشعلت ضجة عارمة على منصات التواصل الاجتماعي وأثارت ردود فعل غاضبة من منظمات حقوقية إسلامية.
دعوة للتصعيد النووي: تفاصيل التصريح الذي هز الرأي العام
خلال مقابلة على قناة فوكس نيوز الأمريكية يوم الخميس، أكد النائب فاين أن “القضية الفلسطينية هي قضية شريرة”.
وعند سؤاله عن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، شدد على أن “السبيل الوحيد لإنهاء الصراع هو الاستسلام التام والشامل لهؤلاء الذين يدعمون الإرهاب الإسلامي“.
لم تتوقف تصريحات فاين عند هذا الحد، بل ذهب إلى مقارنة الوضع بما حدث في الحرب العالمية الثانية، قائلاً: “في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على استسلام النازيين، ولم نتفاوض على استسلام اليابانيين، قصفنا اليابانيين مرتين نووياً للحصول على استسلام غير مشروط، ويجب أن يكون الأمر نفسه هنا، هناك أمر خاطئ عميق جداً في هذه الثقافة ونحتاج هزيمتها.”
“تحريض صريح على العنف”: رد “كير” القوي
لم تمر تصريحات فاين دون رد فعل حازم. فقد أصدر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) بياناً شديد اللهجة أدان فيه دعوة فاين لإبادة غزة نووياً.
وحث المجلس الزعماء الجمهوريين والديمقراطيين على “اتخاذ إجراءات فورية للتنديد علناً بخطابه الإبادي وإبعاده من جميع اللجان والكتل البرلمانية.”
وأضاف بيان المجلس: “هذا التصريح يُمثل تحريضاً صريحاً على العنف، ويُعرّض المسلمين الأمريكيين والفلسطينيين للخطر، وذلك من خلال دعوته إلى إبادة جماعية نووية ضد أكثر من مليوني فلسطيني نصفهم من الأطفال، ويُمثل هذا التصريح أحد أخطر التصريحات وأكثرها إهانةً للإنسانية التي أدلى بها عضو حالي في الكونغرس، ويُمثل تصعيداً لنمط فاين المُستمر في التحريض على العنف والتعصب.”
حادثة السفارة الإسرائيلية: “فعلتُ ذلك من أجل غزة“
تزامنت تصريحات فاين مع حادثة مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن.
وقد عرضت شبكة CNN على مقطع فيديو من شاهد عيان يُظهر المشتبه به وهو يصرخ “الحرية لفلسطين” أثناء احتجازه داخل المتحف اليهودي.
روت شاهدة عيان أخرى، سارة مارينوزي، لشبكة CNN أن المشتبه به “تظاهر بأنه شاهد” بمجرد دخوله المتحف، وانتظر وصول الشرطة لأكثر من 10 دقائق قبل أن يدّعي أنه نفذ الهجوم “من أجل غزة”. وأكدت شاهدة ثالثة، بيج سيغل، أنها سمعته يقول: “فعلتُ ذلك من أجل غزة” و”حرروا فلسطين“.