تشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من القلق المتزايد إزاء التوترات الأمنية الخطيرة والتحشيدات العسكرية المكثفة على تخوم المدينة، بالتزامن مع إعلان عدة بلديات عن تعليق الدراسة والامتحانات حرصاً على سلامة الطلاب.
فقد أعرب المجلس الأعلى للدولة، برئاسة خالد المشري، عن قلقه البالغ إزاء هذه التوترات الأمنية والتحشيدات العسكرية الكبيرة، محذراً في بيان رسمي من أنها تشكل تهديداً مباشراً لحياة المواطنين واستقرار الوطن.
وشدد المجلس على أن استمرار هذه التوترات دون احتواء سيؤدي إلى تعميق معاناة الشعب وتدمير البنية التحتية والاقتصاد، فضلاً عن تعزيز حالة الانقسام التي تعرقل بناء الدولة الليبية الموحدة.
وفي هذا السياق، دعا المجلس الأعلى للدولة القائد الأعلى للجيش ووزير الدفاع ورئيس الأركان العامة إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية، وتوجيه تعليمات صارمة بعودة كافة الوحدات العسكرية إلى مقراتها وثكناتها، وذلك لتجنيب العاصمة أي تصعيد عسكري قد يزيد الوضع الأمني تفاقماً.
كما أكد المجلس على أهمية تغليب لغة العقل والحوار حفاظاً على البلاد من الفوضى والصراع، مشددًا على أن المصالحة الوطنية الشاملة القائمة على أسس العدالة والإنصاف هي السبيل الوحيد لاستقرار ليبيا،
ومهيباً بالقوى الوطنية للتدخل العاجل لوقف التصعيد والعمل على إيجاد حلول سلمية تحفظ أمن الوطن والمواطن.
يأتي بيان المجلس الأعلى للدولة في وقت أعلنت فيه عدة مراقبات للتربية والتعليم في بلديات طرابلس الكبرى (تاجوراء، عين زارة، حي الأندلس، جنزور، وطرابلس المركز) عن تعليق الدراسة والامتحانات في جميع المؤسسات التعليمية التابعة لها حتى إشعار آخر، وذلك حرصاً على سلامة الطلاب وكوادرها التعليمية والإدارية في ظل هذه التوترات الأمنية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية قد أعلنت في وقت سابق عن سيطرتها الكاملة على منطقة أبوسليم بالعاصمة طرابلس، مشيرة إلى فرض السيطرة الأمنية على المنطقة.
ويأتي هذا الإعلان وسط حالة من الهدوء الحذر التي تسود العاصمة، مع سماع أصوات إطلاق نار متقطعة في بعض المناطق، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي في بعض الأحياء.
وتعكس هذه التطورات المتلاحقة تصاعد القلق بشأن الوضع الأمني في طرابلس واحتمالية تدهوره، مما يستدعي تحركات عاجلة لاحتواء التوترات وتغليب لغة الحوار لتجنيب العاصمة والبلاد بأسرها المزيد من الصراع والمعاناة.
