في تطور لافت، صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة تتوقع “نظرياً” تحقيق مكاسب مالية تفوق بكثير حجم استثمارها في أوكرانيا، وذلك في إشارة إلى اتفاقية تتعلق بالموارد تم التوصل إليها مع كييف.
ترامب يُشير إلى عائدات تتجاوز 350 مليار دولار:
أوضح ترامب في تصريحات لشبكة “نيوزنايشن” أن “اتفاقاً تم التوصل إليه اليوم نحصل بموجبه نظرياً على أكثر من 350 مليار دولار”.
وأضاف أن هذا المبلغ يفوق بكثير الأموال والمعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
واشنطن وكييف توقعان اتفاقية صندوق استثماري لإعادة الإعمار:
يأتي تصريح ترامب بعد إعلان وزارة الخزانة الأمريكية عن توصل الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى اتفاق بشأن إنشاء صندوق استثمار مشترك لإعادة الإعمار، تم توقيعه في 30 أبريل/نيسان. وذكرت وزارة الخزانة أن هذه الشراكة الاقتصادية ستمكن البلدين من العمل والاستثمار معًا لتسريع الانتعاش الاقتصادي لأوكرانيا.

صفقة المعادن الأرضية النادرة في صلب الاتفاق:
أشارت الحكومة الأوكرانية إلى أن صندوق الاستثمار يمثل جزءًا من صفقة معادن أوسع نطاقًا بين البلدين، وتحديدًا المعادن الأرضية النادرة التي تكتسب أهمية استراتيجية متزايدة في الصناعات التكنولوجية والعسكرية.
التعاون الأمريكي الأوكراني لإدارة الصندوق:
أوضح بيان وزارة الخزانة أن الوزارة ومؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية ستعملان بالتنسيق مع الحكومة الأوكرانية لوضع اللمسات الأخيرة على إدارة البرنامج وتعزيز هذه الشراكة “المهمة“.
فشل محاولة سابقة لتوقيع الصفقة:
تجدر الإشارة إلى أن محاولة سابقة لتوقيع صفقة المعادن الأرضية النادرة قد فشلت في أواخر فبراير/شباط خلال زيارة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى واشنطن، والتي شهدت لقاءً متوترًا بينه وبين الرئيس ترامب آنذاك.

تحليل النتائج والأهداف الأمريكية:
تصريحات ترامب والإعلان عن اتفاقية صندوق الاستثمار يشيران إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق عدة أهداف من خلال هذه الشراكة مع أوكرانيا:
هدف اقتصادي مُعلن: يُعد تحقيق عائد نظري كبير على الاستثمار في أوكرانيا هدفًا اقتصادياً واضحاً صرح به ترامب. ويُرجح أن هذا يشمل الوصول إلى موارد أوكرانيا من المعادن الأرضية النادرة التي قد تكون ذات قيمة اقتصادية واستراتيجية عالية للولايات المتحدة.
تأمين مصادر استراتيجية: تعتبر المعادن الأرضية النادرة مكوناً أساسياً في العديد من الصناعات الحيوية، بما في ذلك الإلكترونيات المتقدمة، والطاقة المتجددة، والأسلحة.
تأمين مصادر بديلة لهذه المعادن خارج نطاق الدول المنافسة يُعد هدفاً استراتيجياً هاماً للولايات المتحدة.
دعم إعادة إعمار أوكرانيا بمصالح أمريكية: من خلال إنشاء صندوق استثماري مشترك، تسعى الولايات المتحدة للمساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا، ولكن في إطار شراكة تضمن مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية على المدى الطويل.
تحقيق مكاسب سياسية: يمكن لترامب أن يستخدم هذا الاتفاق لإظهار أنه قادر على تحقيق نتائج ملموسة من علاقة الولايات المتحدة بأوكرانيا، بما في ذلك تحقيق مكاسب اقتصادية “نظرية” كبيرة.
هل حققت الولايات المتحدة أهدافها؟
من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة قد حققت أهدافها بشكل كامل من هذه الاتفاقية.
فبينما تم الإعلان عن الاتفاقية وصندوق الاستثمار، لا تزال التفاصيل الدقيقة للصفقة المتعلقة بالمعادن الأرضية النادرة غير واضحة. كما أن تحقيق العائدات “النظرية” التي أشار إليها ترامب يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك حجم ونوعية الموارد التي ستحصل عليها الولايات المتحدة، واستقرار الأوضاع في أوكرانيا على المدى الطويل.
في الختام:
يمثل الاتفاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين.
وبينما تُشير تصريحات ترامب إلى طموحات بتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، فإن الأهداف الأمريكية تتجاوز ذلك لتشمل تأمين مصادر استراتيجية ودعم إعادة إعمار أوكرانيا بما يخدم المصالح الأمريكية على المدى الطويل.
يبقى المستقبل كفيلاً بالكشف عن مدى فعالية هذه الاتفاقية في تحقيق أهداف كلا البلدين.