بقلم دكتورة وفاء الغضبان | 9 مايو 2025 | جولة اتحاد لاعبي التنس المحترفين
في قلب فورو إيتاليكو، حيث تتشابك خيوط الماضي بالمستقبل، شهدت بطولة روما للماسترز لحظات مؤثرة ومفاجآت مدوية. يومٌ سيظل محفوراً في الذاكرة، ليس فقط لفوز نجم صاعد، بل أيضاً لوداع بطلٍ قدم الكثير لعالم التنس.
ياكوب فيرنلي: الشاب الشجاع يُعلن عن نفسه على حساب أسطورة!
في مباراة استقطبت أنظار الجميع على ملعب كامبو سنترالي الأسطوري، فاجأ الشاب البريطاني ياكوب فيرنلي عالم التنس بتحقيق فوزٍ مُذهل على الإيطالي المخضرم فابيو فونيني.
فيرنلي، المصنف 57 عالمياً، والذي يخوض ثالث بطولة له فقط في جولة اتحاد لاعبي التنس المحترفين، لم يرهبه اسم فونيني أو دعم الجماهير الغفير لنجمهم المحبوب.
ورغم أن فونيني، المصنف التاسع عالمياً سابقاً والفائز بلقب مونتي كارلو، أشعل حماس الجماهير بحصوله على دعمهم القوي، إلا أن فيرنلي البالغ من العمر 23 عاماً أظهر صلابة وثباتاً لافتين.
تعافى من تأخره في كلتا المجموعتين ليحسم المباراة لصالحه بنتيجة 6-2 و6-3 في ظرف 80 دقيقة فقط، مُعلناً عن قدوم نجم جديد بقوة إلى سماء التنس.
“كنت أعلم أن مواجهة لاعب مخضرم ورائع مثل فابيو تتطلب مني رفع مستوى أدائي للفوز.” هكذا صرح فيرنلي بعد انتصاره التاريخي، مُعترفاً بأهمية اللحظة.
“إنها ليلة مميزة حقاً أن أكون على أرض الملعب مع فابيو في مباراته الأخيرة، مميزة حقاً. الجماهير الإيطالية رائعة. كنت أعلم أنهم سيدعمون فابيو، لذا كان الاحترام جلياً.
كانت أجواء حماسية، أجواء رائعة للعب فيها.”
فابيو فونيني: وداع بطل تحت تصفيق الجماهير!
أما فونيني، المعروف بشخصيته الجذابة وأسلوبه الجريء في اللعب، فقد أقر بالدور الكبير الذي لعبته الجماهير في مسيرته الطويلة والمميزة. “أحبهم”، قال فونيني عن جماهيره العريقة.
“أود أن أتذكر كشخص أظهر شغفاً، وأحياناً شغفاً مفرطاً، في الملعب. هكذا كنت، كنت أشعر بعملي، أشعر بالتنس، أشعر به في عروقي.”
فونيني، الذي أعلن اعتزاله في نهاية هذا الموسم، خاض مباراته الثامنة عشرة والأخيرة في بطولة روما. “يسعدني أن أقول إنني كدت ألعب مع ثلاثة أجيال.”
هكذا عبر عن امتنانه لمسيرته الطويلة، مستذكراً اللعب ضد أساطير اللعبة وصولاً إلى الجيل الحالي من النجوم الصاعدين مثل يانيك سينر وكارلوس ألكاراز.
“كان الفوز صعباً للغاية، لكنني سعيد لأن هذا شيء سأتذكره طوال حياتي.”
إذا نظرت إلى الوراء، لدي ذكريات جميلة حقاً، لكنها صفحة انتهت. أنا على وشك بلوغ الثامنة والثلاثين، ولدي عائلة جميلة.” بهذه الكلمات المؤثرة، ودع فونيني جماهيره، مُشيراً إلى أن الوقت قد حان لدعم عائلته والتفرغ لحياته الجديدة. وعن زوجته فلافيا، قال: “بالتأكيد، إنه لأمرٌ مؤثر، لأنها كانت بجانبي طوال مسيرتي. خصوصاً في السنوات القليلة الماضية، التي كانت صعبة للغاية بسبب الإصابات.”
هذه المباراة كانت من بين آخر مباريات اليوم، لتُسدل الستار على فصلٍ من تاريخ التنس الإيطالي، بينما يُعلن عن بزوغ فجر نجم جديد في عالم اللعبة. وداعٌ مؤثر لبطل، واستقبالٌ حافل لموهبة واعدة. هكذا تستمر عجلة التنس في الدوران في قلب روما.
