زيارة حفتر المفاجئة إلى موسكو تثير التكهنات في ليبيا وسط صمت حول أنباء متعلقة بنجله

موسكو/بنغازي في خطوة مفاجئة وغير معلنة مسبقاً، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية عن وصول قائدها العام، المشير خليفة حفتر، إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية.

وقد استُقبل حفتر في مطار موسكو من قبل نائب وزير الدفاع الروسي، الفريق أول يونس بك يفكيروف، في مراسم استقبال رسمية، إلا أن البيان المقتضب للقيادة العامة لم يقدم أي تفاصيل إضافية حول جدول الزيارة أو طبيعة اللقاءات المرتقبة.

تكهنات حول أجندة الزيارة في ظل تطورات داخلية غير مؤكدة

تأتي هذه الزيارة في ظل تداول واسع النطاق لصور ومقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر النائب إبراهيم الدرسي، والذي يُقال إنه نجل المشير حفتر، في ظروف لم يتم تأكيدها رسمياً. اللافت هو الصمت التام من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية حيال هذه الأنباء المتداولة، مما أثار المزيد من التكهنات والتساؤلات حول توقيت وأهداف زيارة المشير حفتر إلى موسكو.

وبحسب مصادر مطلعة نقلتها شبكة RT، يُرجح أن تتضمن مباحثات حفتر في موسكو ملفات التعاون العسكري بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة آخر التطورات السياسية والأمنية في ليبيا. كما يُتوقع أن يتم التطرق إلى ملف إعادة الإعمار في مناطق الشرق الليبي، التي شهدت دماراً جراء الصراعات الأخيرة.

ما وراء الزيارة المقتضبة: تحليل للدوافع والتأثير المحتمل

بالنظر إلى التطورات الداخلية غير المؤكدة والصمت الرسمي، يمكن طرح عدة تفسيرات محتملة وراء هذه الزيارة المقتضبة:

التماس دعم روسي في ظل ظروف داخلية غير واضحة: قد يسعى المشير حفتر إلى الحصول على دعم وتأكيد من حليفه الروسي في ظل الأنباء المتداولة حول نجله، والتي قد تؤثر على صورته ونفوذه في المشهد الليبي.

تعزيز التعاون العسكري والأمني: بغض النظر عن الأحداث الداخلية، تظل روسيا شريكاً مهماً للقوات المسلحة الليبية في مجالات التدريب والتسليح. هذه الزيارة قد تهدف إلى تعميق هذا التعاون في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد.

مناقشة خارطة طريق سياسية جديدة: مع جمود العملية السياسية في ليبيا، قد تكون موسكو منصة لمناقشة أفكار ومقترحات جديدة للخروج من الأزمة، خاصة في ظل سعي روسيا لتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تنسيق المواقف حيال القضايا الإقليمية والدولية: ليبيا وروسيا تتشاركان في بعض وجهات النظر حول قضايا إقليمية ودولية، وقد تكون الزيارة فرصة لتنسيق المواقف في هذه الملفات.

تأثير الزيارة على الوضع في ليبيا: تعزيز نفوذ حفتر وروسيا؟

من المرجح أن تعزز هذه الزيارة من نفوذ المشير حفتر كلاعب أساسي في المشهد الليبي، خاصة في ظل الدعم الروسي المستمر له.

كما أنها قد تزيد من الدور الروسي في ليبيا، وهو ما قد لا يلقى ترحيباً من بعض الأطراف الإقليمية والدولية.

ردود فعل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا المحتملة:

من المتوقع أن تنظر الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلى هذه الزيارة بعين الريبة والقلق.

الولايات المتحدة الأمريكية: لطالما دعت الولايات المتحدة إلى حل سياسي شامل في ليبيا وتوحيد المؤسسات تحت سلطة مدنية.

زيارة حفتر إلى موسكو قد تُفسر على أنها تعزيز لتحالف لا يخدم هذه الأهداف، خاصة في ظل التوتر المتصاعد بين واشنطن وموسكو بشأن قضايا أخرى.

بريطانيا: تتشارك بريطانيا مع الولايات المتحدة في دعم الحل السياسي في ليبيا.

من المرجح أن ترى لندن في هذه الزيارة استمراراً للدور الروسي الذي تعتبره مؤثراً سلباً على جهود تحقيق الاستقرار في البلاد.

في الختام:

تُعد زيارة المشير خليفة حفتر المفاجئة إلى موسكو حدثاً مهماً في سياق الأزمة الليبية.

وبينما لا تزال الأهداف الحقيقية للزيارة غير واضحة تماماً، خاصة في ظل التطورات الداخلية غير المؤكدة، فإنها بلا شك ستكون لها تداعيات على المشهد السياسي والأمني في ليبيا، وستثير ردود فعل ومتابعة دقيقة من القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف الليبي

المزيد من الكاتب

شغف الخيل يجمع ليبيا في مضمار شهداء مصراتة

ثلاثية إنجليزية تخطف الأضواء نحو نهائيات أوروبية ملحمية: صراع العمالقة ينتظر في الدوري الأوروبي، ومواجهة الأندلسيين ضد البلوز في دوري المؤتمرات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *