من مزاح ثقيل إلى رسالة مبطنة؟ ترامب بشخصية البابا يُشعل عاصفة بعد جنازة فرنسيس

في خطوة مفاجئة أثارت موجة من الجدل والانتقادات، نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صورة مُصممة بتقنية الذكاء الاصطناعي لنفسه بصفة البابا على منصته “تروث سوشيال”.

هذه الصورة الجريئة، التي ظهرت بعد أسبوع واحد فقط من رحيل البابا فرنسيس وبينما يجتمع الكرادلة في الفاتيكان لاختيار خلف له، طرحت أسئلة حول دوافع ترامب وما إذا كانت مجرد مزحة ثقيلة أم رسالة أعمق.

صورة “بابوية” تُشعل الغضب:

الصورة التي شاركها ترامب، الجمهوري غير الكاثوليكي، أظهرته مرتدياً القبعة البابوية البيضاء المعروفة باسم “المِتري” وصليباً كبيراً يتدلى من عنقه. هذه المشاهد البصرية القوية، التي تأتي في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، لم تمر مرور الكرام على متابعيه وعامة الجمهور.

هل كان ترامب يمزح فقط؟

لم تكن هذه المرة الأولى التي يعرب فيها ترامب عن اهتمامه بمنصب البابا. ففي وقت سابق، مازح الصحفيين قائلًا إنه لن يمانع خلافة الزعيم الكاثوليكي الراحل، مضيفًا: “أود أن أصبح بابا.

سيكون هذا خياري الأول”. وحتى أنه أشار مازحاً إلى وجود كاردينال “جيد جاًا” في نيويورك.

هذه التصريحات السابقة قد تدفع البعض للاعتقاد بأن منشور الصورة الأخيرة كان مجرد امتداد لهذه المزحة، وسيلة لإثارة الجدل وجذب الانتباه، وهو أسلوب معهود عن ترامب.  

غضب واستياء واسع النطاق:

لكن ردود الفعل على الصورة كانت في معظمها غاضبة ومستنكرة. وصف العديد من مستخدمي الإنترنت هذا الفعل بأنه “إهانة كبيرة” للعالم المسيحي، خاصة وأنه يأتي في وقت حداد الكاثوليك على قائدهم الروحي.

وعبّر الكثيرون عن صدمتهم واستيائهم من هذا “التدنيس الصارخ للمقدسات” وطالبوا ترامب بحذف المنشور فوراً.

حتى أن البعض من خارج الولايات المتحدة اعتبروا المنشور “إهانة تامة” للمجتمع الكاثوليكي العالمي ومقدساته.

رسالة أعمق أم مجرد إثارة للجدل؟

بالنظر إلى شخصية ترامب المعروفة ببراغماتيته واستغلاله للظروف، قد لا يكون الأمر مجرد مزحة عابرة.

ففي خضم عملية انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، التي تعتبر مؤسسة روحية وسياسية عالمية مؤثرة، قد يكون ترامب يسعى لإيصال رسالة معينة، ربما تتعلق بالنفوذ والسلطة أو حتى محاولة لاستمالة أصوات معينة من الناخبين الكاثوليك في المستقبل.

مخاطرة بإغضاب القاعدة الشعبية:

على الرغم من أن ترامب ليس كاثوليكياً، إلا أن لديه قاعدة شعبية واسعة من المسيحيين الإنجيليين الذين قد لا يرون هذه الصورة بشكل إيجابي.

وبالتالي، فإن هذا “المزاح” قد يحمل مخاطرة بإثارة غضب جزء من أتباعه الذين يحترمون المؤسسات الدينية الأخرى.

وفي الختام:

يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت صورة ترامب “البابوية” مجرد نوبة من المزاح الثقيل أو محاولة لإيصال رسالة مبطنة في توقيت دقيق. المؤكد هو أن هذه الخطوة قد أثارت عاصفة من الجدل وأظهرت مرة أخرى قدرة الرئيس الأمريكي السابق على مفاجأة العالم وإثارة ردود فعل قوية، سواء كانت مقصودة أم لا.

وبينما يصوت الكرادلة على البابا الجديد، تبقى صورة ترامب بصفة البابا عالقة في الأذهان، كرمز ربما لطموحات تتجاوز حدود السياسة التقليدية.

المزيد من الكاتب

روسيا تُعلن عن ضربات مُدمرة استهدفت عمق البنية التحتية العسكرية الأوكرانية

الشرع يكشف عن مفاوضات سرية مع إسرائيل من قصر الإليزيه.. ولقاء ماكرون يثير تساؤلات حول مستقبل سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *