الشرع يكشف عن مفاوضات سرية مع إسرائيل من قصر الإليزيه.. ولقاء ماكرون يثير تساؤلات حول مستقبل سوريا

باريس في تصريح مفاجئ هز الأوساط السياسية والإقليمية، كشف الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، عن وجود مفاوضات غير مباشرة تجريها دمشق مع إسرائيل عبر وسطاء،  وذلك بهدف “التهدئة” و”احتواء الوضع” المتوتر بين الجانبين. جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الشرع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، عقب مباحثات ثنائية تناولت آخر التطورات في سوريا والمنطقة.

تصريحات تكسر الصمت وتكشف عن قناة اتصال سرية

وصف الشرع التدخلات الإسرائيلية في سوريا بأنها “عشوائية” و”كسرت قانون اتفاق 1974″ الخاص بفصل القوات. وأكد التزام حكومته الحالية بالاتفاق، مشيراً إلى جهود التواصل مع الأطراف التي لديها قنوات اتصال مع إسرائيل للضغط عليها من أجل “التوقف عن التدخل بالشأن السوري واختراق أجوائه وقصف بعض منشآته”.

ما وراء الزيارة والتصريحات: دوافع دمشق ورسائل باريس

تثير زيارة الرئيس السوري الانتقالي إلى باريس وTiming هذا الإعلان الهام تساؤلات عديدة حول الدوافع الكامنة وراء هذه الخطوة وتداعياتها المحتملة.

دوافع دمشق: قد يكون الكشف عن هذه المفاوضات غير المباشرة محاولة من الحكومة السورية الانتقالية لإظهار رغبتها في خفض التوترات الإقليمية، خاصة مع استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة. كما قد يكون الهدف هو الحصول على دعم دولي أكبر في مواجهة التحديات الداخلية، بما في ذلك ملف المقاتلين الأجانب وأحداث الساحل الأخيرة.

رسائل باريس: استضافة ماكرون للرئيس السوري الانتقالي وإتاحة الفرصة له لهذا الإعلان قد يشير إلى دور فرنسي متزايد في محاولة إيجاد حلول للأزمة السورية. فرنسا، التي كانت من أشد المنتقدين للنظام السابق، قد ترى في الحكومة الانتقالية الحالية فرصة جديدة للانخراط في الملف السوري والمساهمة في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

ملف المقاتلين الأجانب وأحداث الساحل: محاولة لطمأنة المجتمع الدولي

خلال المؤتمر الصحفي، تطرق الشرع أيضاً إلى ملف المقاتلين الأجانب، مؤكداً أن حكومته “ضمنت” التزامهم بالقانون السوري وعدم تشكيلهم تهديداً لبلدانهم.

وفيما يتعلق بأحداث الساحل أشار إلى تشكيل لجنتين لتقصي الحقائق ومحاسبة المتورطين، محاولاً بذلك طمأنة المجتمع الدولي بشأن التزام الحكومة بتحقيق العدالة والاستقرار.

دعوة لرفع العقوبات وتأكيد على سيادة سوريا

جدد الرئيس السوري الانتقالي دعوته إلى رفع العقوبات المفروضة على بلاده، معتبراً أنها يجب أن تزول مع زوال النظام السابق. كما أكد على رفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري، مشدداً على أن “مستقبل سوريا لن يُصاغ في الغرف المغلقة”.

تداعيات محتملة وتساؤلات مستمرة

يبقى الكشف عن هذه المفاوضات السرية مع إسرائيل خطوة لافتة قد تحمل في طياتها تحولات كبيرة في المشهد الإقليمي.

فهل ستؤدي هذه المفاوضات إلى تهدئة حقيقية على الحدود السورية الإسرائيلية؟

وما هو الدور الذي ستلعبه القوى الإقليمية والدولية الأخرى في هذا الملف المعقد؟ وهل يمثل هذا التقارب غير المباشر بداية لمرحلة جديدة في العلاقات السورية الإسرائيلية؟

الإجابة على هذه التساؤلات ستتضح في الأيام والأسابيع القادمة، لكن المؤكد أن زيارة الشرع إلى باريس وتصريحاته الأخيرة قد فتحت فصلاً جديداً في ملف الأزمة السورية، فصلاً يثير الكثير من الترقب والتكهنات

المزيد من الكاتب

من مزاح ثقيل إلى رسالة مبطنة؟ ترامب بشخصية البابا يُشعل عاصفة بعد جنازة فرنسيس

شغف الخيل يجمع ليبيا في مضمار شهداء مصراتة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *