في خطوة واعدة نحو تجاوز عقبات طال أمدها في المشهد السياسي الليبي، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن اختتام اللجنة الاستشارية الليبية لأعمالها بنجاح في طرابلس.
وقدّمت اللجنة، في خطوة يُنظر إليها على أنها إنجاز هام وبارز في مسار جهود حل الأزمة الليبية تقريرها النهائي يوم أمس.
تضمن التقرير خيارات وتوصيات حاسمة تهدف إلى معالجة القضايا الخلافية التي تعرقل بشكل كبير تقدم العملية الانتخابية في البلاد، والتي يتطلع إليها الشعب الليبي بشغف.
إنجاز في وجه التحديات: رغم الخلافات العميقة والتحديات المعقدة التي تشهدها الساحة الليبية،استطاعت اللجنة الاستشارية، بمهنية وتفانٍ ملحوظين، أن تنجز مهمتها بنجاح. يمثل تقديم هذا التقرير بارقة أمل حقيقية نحو تحقيق الاستقرار السياسي وتلبية تطلعات الشعب الليبي نحو الديمقراطية والوحدة.
الكرة في ملعب الأمم المتحدة والمشاورات القادمة: الآن، تتجه الأنظار إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي ستقوم بدور محوري ومصيري في مراجعة وتقييم هذه التوصيات الهامة.
ومن المقرر أن تبدأ البعثة في الأيام المقبلة مشاورات مكثفة وواسعة النطاق مع كافة الأطراف الليبية المعنية، بالإضافة إلى مختلف شرائح الشعب الليبي، لدراسة الخيارات المُقترحة بعمق وتحديد سُبل تنفيذها.
رسم خارطة طريق نحو الانتخابات: من المتوقع أن تُفضي هذه المشاورات إلى رسم خارطة طريق سياسية واضحة ومبنية على التوافق الوطني، بهدف تسهيل إجراء انتخابات وطنية حرة ونزيهة وشاملة في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى توحيد المؤسسات الليبية المنقسمة.
وتأكيداً على مبدأ الشفافية، تعتزم البعثة نشر المُلخص التنفيذي لتقرير اللجنة الاستشارية ليكون في متناول الجميع.
لجنة ليبية بخبرات وطنية: تجدر الإشارة إلى أن اللجنة الاستشارية تُعدّ جزءاً لا يتجزأ من العملية السياسية الشاملة التي تُيسّرها بعثة الأمم المتحدة، والتي يقودها ويملك زمامها الليبيون أنفسهم.
وقد تم تشكيل اللجنة وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي، وضمت 20 شخصية ليبية بارزة من ذوي الخبرة والكفاءة العالية في القضايا القانونية والدستورية والانتخابية، مع تمثيل مُشرف للمرأة الليبية بنسبة 35%، مما يعكس الدور الهام للمرأة في بناء مستقبل ليبيا.
وتؤكد البعثة أنها ستواصل الاستعانة بخبرات أعضاء اللجنة ومشورتهم القيّمة عند الحاجة في المراحل القادمة.
التزام بالعمل المشترك: تظل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مُلتزمة بشكل كامل بالعمل والتنسيق مع جميع الأطراف الليبية المعنية، وبدعم قوي من المجتمع الدولي، للدفع بالعملية السياسية قدماً بخطوات ثابتة ومدروسة، بما يُحافظ على الاستقرار ويُساهم في إيجاد حلول جذرية للمشاكل الملحة التي تواجه البلاد وتُعيق تقدمها.
آمال معلقة على المستقبل: يمثل هذا الإنجاز خطوة هامة نحو تحقيق تطلعات الشعب الليبي في بناء دولة موحدة ومستقرة ومزدهرة.
الآن، تتجه الأنظار إلى الخطوات القادمة التي ستحدد مسار ليبيا نحو المستقبل.
