في ليلة سقوط العمالقة… يامال يشعل ثورة الكامب نو!

بداية النهاية

في سماء كرة القدم، لطالما سطع نجمان أضاءا ليالي الأبطال وأبهرا الجماهير لعقدٍ ونصف. ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو… اسمان ارتعدت لهما قلوب المنافسين وتهللت بذكرهما شفاه العاشقين. لكن في يومٍ من أيام عام 2025، وبينما كانت الشمس تغيب عن سمائهما الكروية، كان القدر يُخبئ مفاجأة في أرضٍ أخرى.

على بُعد آلاف الأميال، سقط عرش أولهما في رمال السعودية، حيث تجرع رونالدو مرارة الخروج من دوري أبطال آسيا في صمتٍ وغضب. وبعد سبع ساعاتٍ، في فلوريدا المشمسة، تهاوت أسطورة ثانيهما، ميسي، تحت وطأة هزيمة مذلة في دوري أبطال الكونكاكاف، تاركًا خلفه علامات استفهام وقلق.

الميلاد من رحم المعاناة

وفي قلب أوروبا، في “كامب نو” الشامخ، كان التاريخ على وشك أن يُعاد كتابته. برشلونة يستضيف إنتر ميلان في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، مباراة كانت مرشحة لتكون مجرد فصلٍ آخر في التنافس المحتدم. لكن في تلك الليلة، كان هناك نجم آخر يولد من رحم المعاناة.

لامين يامال، الفتى اليافع ذو السبعة عشر عاماً، الذي يحمل في قدميه سحرًا يذكر بعصرٍ ذهبيٍ مضى. وهو الذي قال قبل يومٍ بتواضعٍ جم: “لا أريد مقارنة نفسي بأحد، ولا حتى بميسي.” لكن القدر كان له رأي آخر.

رقصة الساحر على العشب الأخضر

المباراة بدأت بصدمة. إنتر ميلان، بتكتيكه الإيطالي الصلب، باغت برشلونة بهدفين خاطفين من هجمات مرتدة قاتلة.

الكامب نو خيم عليه صمتٌ ثقيل، وكأن الأشباح تُذكّر الجماهير بعصرٍ ولى. لكن في الدقيقة الرابعة والعشرين، انطلق يامال.

استخلص الكرة ببراعة من تورام، ثم راوغ مخيتاريان بسهولةٍ وكأنه يراقص ظله.

باستوني حاول التدخل، لكن يامال كان أسرع وأذكى. وبنظرةٍ خاطفة على المرمى، أطلق تسديدة لولبية بقدمه اليسرى، كرةٌ ارتمت على القائم البعيد ثم استقرت في الشباك.

هدفٌ أيقونيٌ أشعل المدرجات وأعاد الأمل إلى قلوب الكاتالونيين.

سيمفونية الأهداف المجنونة

بعد هدف يامال، تحولت المباراة إلى سيمفونية مجنونة من الأهداف.

فيران توريس عادل النتيجة بلمسةٍ ساحرة، لكن إنتر عاد ليتقدم برأسية دومفريز القوية. ثم، في لحظةٍ لا تُصدق، سدد رافينيا كرة ارتدت من العارضة وارتطمت بظهر الحارس سومر لتعلن عن هدف التعادل الثالث.

الإثارة حتى الثواني الأخيرة

لم تهدأ الإثارة في الشوط الثاني. مخيتاريان ظن أنه خطف الفوز لإنتر، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل بعد مراجعة تقنية الفيديو.

يامال كاد أن يُسجل هدفاً قاتلاً آخر في الدقائق الأخيرة، لكن كرته ارتطمت بالعارضة.

نهاية مع وعد بالمستقبل

صافرة النهاية أعلنت عن تعادلٍ مثيرٍ بنتيجة 3-3.

برشلونة شعر وكأنه المنتصر المعنوي بعد العودة من تأخر بهدفين، بينما خطف لامين يامال الأضواء بأدائه الخارق.

رفع قميصه رقم 100، محتفلاً بظهوره المميز، لكن في عينيه كان هناك بريقٌ يوحي بأن هذه البداية فقط.

في تلك الليلة، بينما كانت أضواء الأساطير تخبو في قاراتٍ بعيدة، سطع نجمٌ جديدٌ في الكامب نو، ليُلهم جيلاً قادماً ويُعلن عن فصلٍ جديدٍ في تاريخ كرة القدم. لامين يامال… الاسم الذي سيتردد صداه طويلًا في أرجاء الملاعب، حاملاً معه وعدًا بمستقبلٍ مشرقٍ لكرة القدم.

 

المزيد من الكاتب

هانّا تيته في نيويورك: دبلوماسية مكثفة لحشد الدعم الدولي لإنهاء الانسداد السياسي في ليبيا

عد التنازلي نحو انتخابات ليبيا الحاسمة: اللجنة الاستشارية تضع اللمسات الأخيرة على مقترح تاريخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *