زيارة رفيعة المستوى لسفينة أمريكية إلى بنغازي وطرابلس: تعزيز التعاون العسكري ودعم الوحدة الليبية في صدارة المحادثات

في تحليل لافت لزيارة جرت خلال الشهر الماضي، قامت السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس ماونت ويتني” بزيارتين منفصلتين إلى مدينتي بنغازي وطرابلس.

وقد شهدت هاتان الزيارتان لقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين أمريكيين وقادة ليبيين بارزين، حيث تركزت المباحثات على سبل تعزيز التعاون العسكري المشترك ودعم جهود ليبيا الرامية إلى تحقيق وحدة مؤسستها العسكرية وتحقيق السلام الدائم والاستقرار الوطني.

في خطوة لافتة تعكس الاهتمام الأمريكي المتواصل بالشأن الليبي..

زيارة بنغازي: التأكيد على دعم القيادة العامة:

خلال رسو السفينة الأمريكية في بنغازي، التقى نائب الأدميرال جيه.

تي. أندرسون، قائد الأسطول السادس للبحرية الأمريكية، والمبعوث الخاص السفير ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال جيريمي برنت، بالفريق أول خيري التميمي، الأمين العام للقيادة العامة، والفريق ركن خالد حفتر، رئيس أركان الوحدات الأمنية، والفريق شعيب الصابر، رئيس أركان القوات البحرية الليبية، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين العسكريين التابعين للقيادة العامة.

وقد تناولت المباحثات بين الجانبين بشكل رئيسي آليات تعزيز التعاون العسكري الثنائي بين الولايات المتحدة وليبيا، مع التأكيد على دعم واشنطن للجهود التي تبذلها الأطراف الليبية لتوحيد المؤسسة العسكرية تحت قيادة موحدة. وتأتي هذه الزيارة في سياق تأكيد الولايات المتحدة على التزامها بالشراكة مع مختلف القيادات الليبية في جميع أنحاء البلاد، وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، بهدف تحقيق السلام الدائم والوحدة الوطنية.

زيارة طرابلس: دعم جهود التكامل العسكري:

في المقابل، وخلال زيارة السفينة الأمريكية إلى العاصمة طرابلس، عقد نائب الأدميرال أندرسون والسفير نورلاند والقائم بالأعمال برنت لقاءات مماثلة مع كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الليبيين في حكومة الوحدة الوطنية. وقد شملت قائمة المسؤولين الليبيين الذين تم لقاؤهم رئيس الأركان العامة الفريق أول ركن محمد الحداد، وعضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، والمكلَّف بتسيير شؤون وزارة الخارجية والتعاون الدولي الطاهر الباعور، ووكيل وزارة الدفاع عبدالسلام الزوبي، ومستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء إبراهيم الدبيبة، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك.

وقد ركزت المحادثات في طرابلس على سُبل تعزيز العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وحكومة الوحدة الوطنية، مع التركيز بشكل خاص على دعم الجهود الليبية الرامية إلى تحقيق التكامل العسكري بين مختلف القوات الليبية. كما جددت الولايات المتحدة التأكيد على التزامها بشراكة قوية مع الشعب الليبي في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية، وذلك دعمًا للاستقرار والازدهار في ليبيا.

(انعكاس الزيارة على الشارع الليبي ودوافع الولايات المتحدة):

من المرجح أن يُنظر إلى هذه الزيارات من قبل قطاعات واسعة من الشارع الليبي بإيجابية، حيث تُعزز الآمال في دعم دولي قوي لجهود توحيد المؤسسة العسكرية وتحقيق الاستقرار في البلاد. كما قد تُفسر هذه اللقاءات على أنها إشارة إلى استمرار اهتمام الولايات المتحدة بالشأن الليبي ورغبتها في لعب دور بنّاء في حل الأزمة الليبية.

أما بالنسبة لدوافع الولايات المتحدة، فتتضح من البيانات الرسمية تركيزها على دعم وحدة ليبيا واستقرارها، وهو ما تعتبره واشنطن أمرًا بالغ الأهمية للأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.

كما أن تعزيز التعاون العسكري مع مختلف الأطراف الليبية يُمكن أن يُساهم في بناء قوة عسكرية ليبية موحدة قادرة على حفظ الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات المشتركة.

وتأتي هذه الزيارات أيضاً في سياق دعم الولايات المتحدة لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا.

(رسائل ودلالات):

يثير وجود السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس ماونت ويتني” وقيادة الوفد الأمريكي من قبل نائب الأدميرال جيه. تي. أندرسون، قائد الأسطول السادس للبحرية الأمريكية، تساؤلات حول الرسائل والدلالات التي تحملها هذه الزيارة.

فبدلاً من وفد مدني صرف، فإن إشراك قيادة عسكرية رفيعة المستوى يُضفي بُعداً أمنياً وعسكرياً واضحاً على المحادثات.

يمكن تفسير هذا النهج على عدة أوجه:

تأكيد الأهمية الاستراتيجية لليبيا: زيارة سفينة حربية أمريكية بارزة مثل “يو إس إس ماونت ويتني” تُعد إشارة قوية إلى الأهمية الاستراتيجية التي توليها الولايات المتحدة لمنطقة شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، حيث تعمل الأسطول السادس.

إن إرسال مثل هذه السفينة يُظهر التزام واشنطن بمراقبة الأوضاع الأمنية في المنطقة والانخراط فيها.

أما بالنسبة لدوافع الولايات المتحدة، فتتضح من البيانات الرسمية تركيزها على دعم وحدة ليبيا واستقرارها، وهو ما تعتبره واشنطن أمراً بالغ الأهمية للأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.

كما أن تعزيز التعاون العسكري مع مختلف الأطراف الليبية يُمكن أن يُساهم في بناء قوة عسكرية ليبية موحدة قادرة على حفظ الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات المشتركة.

وتأتي هذه الزيارات أيضاً في سياق دعم الولايات المتحدة لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا.

التأكيد على التعاون العسكري كأولوية: إن وجود قائد الأسطول السادس على رأس الوفد يُؤكد على أن التعاون العسكري يُمثل أولوية قصوى في علاقات الولايات المتحدة مع ليبيا.

المحادثات التي تركزت على تعزيز التعاون العسكري وتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية تدعم هذا التفسير.

رسالة إلى الأطراف الليبية والإقليمية: قد تكون هذه الزيارة بمثابة رسالة واضحة لجميع الأطراف الفاعلة في ليبيا والمنطقة بأن الولايات المتحدة جادة في دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب، وأنها مستعدة للتعاون عسكرياً لتحقيق هذه الأهداف.

عرض للقوة والقدرة: وصول سفينة حربية أمريكية متقدمة إلى المياه الليبية يُمكن اعتباره أيضاً عرضاً للقوة والقدرة العسكرية الأمريكية في المنطقة.

ليس الهدف الوحيد: على الرغم من الأهمية الواضحة للجانب العسكري، فإن وجود السفير ريتشارد نورلاند والقائم بالأعمال جيريمي برنت يُشير إلى أن التعاون السياسي والاقتصادي يظل جزءاً أساسياً من أجندة الولايات المتحدة تجاه ليبيا.

شراكة أمريكية مستمرة نحو ليبيا مستقرة وموحدة):

تُؤكد الزيارات التي قامت بها السفينة الأمريكية “يو إس إس ماونت ويتني” والمسؤولون الأمريكيون الرفيعو المستوى إلى كل من بنغازي وطرابلس على التزام الولايات المتحدة بشراكة قوية مع ليبيا وشعبها في مختلف المجالات.

هذه اللقاءات تُعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون العسكري ودعم جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وهو ما يُعتبر حجر الزاوية في تحقيق السلام الدائم والاستقرار والازدهار في البلاد.

المزيد من الكاتب

بيان رسمي: تأجيل مباريات الجولة 33 من الدوري الإيطالي حدادًا على رحيل البابا فرانسيس.. تحديد المواعيد الجديدة

ليبيا.. تاريخ من التعاملات الأمنية المتوترة مع الجماهير: من قمع الاحتجاجات إلى إشعال الثورات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *