حجز إنتر ميلان مقعده في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا بجدارة، وذلك بعد تعادل ثمين بنتيجة 2-2 مع بايرن ميونيخ في ملعب سان سيرو. وبعد الفوز ذهابًا في ألمانيا بنتيجة 2-1، نجح فريق المدرب سيموني إنزاجي في فرض أسلوبه وقيادة المباراة بذكاء تكتيكي ليطيح بالعملاق البافاري.
شهد الشوط الأول حذراً تكتيكياً من كلا الفريقين، مع تفوق طفيف لبايرن ميونيخ في الاستحواذ ومحاولات الوصول إلى مرمى سومر. إلا أن دفاع إنتر ميلان المنظم أظهر صلابة واضحة في إغلاق المساحات والتصدي لمحاولات أوليس ومولر وساني، مُبرزًا الانضباط التكتيكي الذي فرضه إنزاجي على فريقه.
في الشوط الثاني، تغيرت الأمور سريعاً. افتتح بايرن ميونيخ التسجيل عن طريق هاري كين في الدقيقة 52، في لقطة أظهرت بعض الثغرات في دفاع إنتر. لكن الرد من فريق إنزاجي جاء سريعًا ومُدويًا، ليُظهر قوة شخصية الفريق والتعديلات التكتيكية الناجحة للمدرب الإيطالي. ففي غضون ثلاث دقائق فقط، قلب إنتر الطاولة بهدفين من ركلتين ركنيتين.
الأول جاء بتسديدة من لاوتارو مارتينيز في الدقيقة 58، نتيجة لتكتيك مُعد مسبقًا لاستغلال الكرات الثابتة. والثاني حمل توقيع بافارد في الدقيقة 61، ليُعزز تفوق إنتر ويُظهر مدى إتقان الفريق لاستغلال نقاط قوته.
بعد التقدم، لجأ إنتر ميلان إلى تكتيك دفاعي منظم مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، مُحاولًا استنزاف قوة بايرن والحفاظ على النتيجة. وعلى الرغم من إدراك بايرن ميونيخ التعادل في الدقيقة 76 عن طريق داير، إلا أن صلابة دفاع إنتر ميلان وتغطية لاعبيه للمساحات حالت دون تمكن الفريق البافاري من تسجيل هدف الفوز، خاصة في ظل الضغط الهجومي المكثف في الدقائق الأخيرة.

شهدت الدقائق الأخيرة إثارة بالغة، مع محاولات يائسة من بايرن ميونيخ لتسجيل هدف التأهل، لكن التنظيم الدفاعي المحكم لإنتر ميلان، بقيادة المدرب إنزاجي، وقف سدًا منيعًا أمام طموحات الفريق الألماني.
حتى مع خطأ في منطقة الجزاء في الدقيقة 91، لم يتمكن كين من استغلال الارتباك الدفاعي، لتنتهي المباراة بالتعادل 2-2، ويُعلن عن تأهل إنتر ميلان إلى الدور نصف النهائي بجدارة واستحقاق.
يُعد هذا التأهل دليلاً على التخطيط التكتيكي الدقيق لسيموني إنزاجي والروح القتالية العالية للاعبين، الذين نجحوا في تجاوز عقبة صعبة بحجم بايرن ميونيخ، ليقتربوا خطوة أخرى نحو تحقيق حلم الثلاثية، تمامًا كما حدث في عام 2010.
الآن، ينتظر إنتر ميلان مواجهة نارية أمام برشلونة في نصف النهائي، في تكرار لمواجهة تاريخية تحمل الكثير من الذكريات.