حرب التصريحات بدأت مبكراً؟ لويس إنريكي يُشعل فتيل المنافسة مع أوناي إيمري بتجاهل صادم!
في ليلة أوروبية حبست الأنفاس وشهدت تأهل باريس سان جيرمان إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بصعوبة بالغة على حساب أستون فيلا (إجمالي 5-4)، لم تقتصر الإثارة على مجريات اللعب داخل المستطيل الأخضر.
فبعد صافرة النهاية، وبينما كانت عدسات الكاميرات تتجه نحو المدربين الإسبانيين، لويس إنريكي وأوناي إيمري، لتبادل عبارات الإشادة والتقدير، فاجأ مدرب باريس سان جيرمان الجميع بتصريح غير متوقع أثار موجة من الدهشة والجدل.
كان من المنطقي أن يوجه لويس إنريكي كلمات الثناء لمواطنه أوناي إيمري، الذي قاد أستون فيلا في رحلة أوروبية رائعة، ونجح في الوصول بالفريق إلى هذا الدور المتقدم، بل وكاد أن يُطيح بفريق العاصمة الفرنسية.
لكن لويس إنريكي اختار طريقًا آخر، مُفضلاً التركيز على فريقه وجهوده.
وعندما سألته الصحفية الإسبانية مونيكا مارشنتي عن رأيه في أداء إيمري وما قدمه مع أستون فيلا، كان رد لويس إنريكي مُقتضبًا ومُثيرًا للدهشة: “حسناً… لا. أنا أستحق التقدير الذي يستحقه هو، وكذلك المدربون الإسبان الذين يجوبون العالم ويحاولون الترويج لأفكارنا. ما يهمنا هو المنافسة.”
هذا التصريح الصريح، والذي بدا للكثيرين بمثابة تجاهل لإنجازات إيمري، أشعل على الفور شرارة النقاشات بين المحللين والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي موقع تصوير برنامج “موفيستار”، لم يتمالك المعلق خوانما كاستانيو استغرابه، مُعلقًا بانفعال: “إما أن لويس إنريكي لم يفهم السؤال، أو أن الإجابة تحمل في طياتها ما هو أبعد من مجرد كلمات عابرة.”
فهل كان رد لويس إنريكي نابعًا من ثقة مفرطة بالنفس؟
أم أنه يحمل في طياته رسالة خفية تجاه أوناي إيمري، المدرب الذي سبق وأن قاد باريس سان جيرمان؟
أم ربما أراد مدرب برشلونة السابق التأكيد على قيمة المنافسة الشرسة وأداء فريقه بغض النظر عن إنجازات المنافس؟
يرى بعض المراقبين أن تصريح لويس إنريكي يعكس نوعًا من الفخر الذي يُعرف به مدرب المنتخب الإسباني السابق، والذي دائمًا ما يُدافع بحماس عن فلسفة المدربين الإسبان في عالم كرة القدم.
وبدلاً من الإشادة بعمل إيمري بشكل خاص، فضّل وضعه ضمن إطار أوسع تحت لواء “المدرسة الإسبانية” التي يُعلن عن انتمائه لها بفخر.
بالنسبة للويس إنريكي، يبدو أن لحظة الإطراء المباشر لم تحن بعد. فما يحركه في المقام الأول هو مبادئ اللعبة، روح المنافسة، والرغبة في إثبات أفكاره، حتى لو كان ذلك يعني تفويت فرصة لتكريم مدرب سبق له تدريب فريقه الحالي.
يبقى السؤال معلقًا: هل كان هذا التصريح مجرد زلة لسان من لويس إنريكي في لحظة انفعال ما بعد المباراة، أم أنه يُنذر ببداية فصل جديد من التنافس الشرس بين اثنين من أبرز المدربين الإسبان في عالم كرة القدم؟
الأيام والأسابيع القادمة قد تحمل لنا الإجابة، وتكشف لنا المزيد عن هذه “الحرب الكلامية” التي بدأت شرارتها بعد ليلة أوروبية مثيرة في دوري أبطال أوروبا.