“ليست للبيع”.. بوتين يضع خطوطاً حمراء أوكرانية ويكشف عن “خريطة” روسيا التاريخية وسط ترقب أوروبي حذر

ليست للبيع”.. بوتين يضع خطوطًا حمراء أوكرانية ويكشف عن “خريطة” روسيا التاريخية وسط ترقب أوروبي حذر

في تصريح يعكس تصلب الموقف الروسي، أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن الأراضي التي سيطرت عليها قواته في أوكرانيا باتت خارج أي مساومة، معلناً عن رؤية تاريخية ترسم حدودًا جديدة محتملة.

وبينما يلوح بوتين بتنازل “وحيد” محتمل يتعلق بمناطق ذات أغلبية روسية وتاريخية مثل أوديسا إلا أن جوهر رسالته بدا واضحاً: ما تم الاستيلاء عليه، لن يعود. بل إن الرئيس الروسي ألمح إلى أن هذا “القدر الحالي” قد لا يكون النهاية، وأن “حقوق روسيا في أوكرانيا أكثر بكثير”.

"أراضيناً التاريخية".. خريطة بوتين السرية لأوكرانيا تكشف الطموحات الروسية

يكشف بوتين عن “خريطة” تاريخية لأوكرانيا من منظوره، مؤكداً أن مناطق مثل دونيتسك والقرم، التي تضم نسبة سكان متحدثين بالروسية تصل إلى 75% وتعتبر ذات أصول روسية، هي جزء لا يتجزأ من روسيا.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تشمل “الأراضي التاريخية” الروسية في نظر بوتين أيضاً لوغانسك وخاركيف وزابوروجيا وخيرسون ودنيبروبتروفسك وأوديسا وميكولايف، مطالباً بعودتها إلى “حضن الوطن الأم”.

في المقابل، يقر بوتين بأن مناطق مثل سومي وبولتافا وتشييركاسي وكييف وتشرنيغوف وجيتومير لا تتمتع بنفس النسبة السكانية ذات الأصول الروسية (حوالي 24%).

مستقبل غامض واتفاق بعيد المنال.. هل تنجح "ضم الأراضي" في فرض واقع جديد؟

في ظل هذا التباين الشاسع في وجهات النظر، يبدو التوصل إلى اتفاق سلام مستدام أمراً بعيد المنال. روسيا تعتبر المناطق التي ضمتها جزءاً من أراضيها، بينما ترفض أوكرانيا بشدة الاعتراف بهذا الضم. السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن توقع اتفاق في ظل هذه المواقف المتعارضة؟ وهل سيتمكن بوتين من فرض رؤيته لـ “روسيا التاريخية” على أرض الواقع؟

إنعكاسات عميقة على روسيا: ترسيخ السيطرة وتحديات دولية متزايدة

ترسيخ السيطرة الاستراتيجية: بالنسبة لروسيا، فإن السيطرة على هذه المناطق، خاصة المطلة على البحر الأسود مثل القرم وأوديسا (في حال تم تحقيق ذلك)، تمثل مكاسب استراتيجية واقتصادية هائلة. فهي تؤمن ممراً بحرياً حيوياً وتعزز نفوذها في المنطقة.

تكلفة العزلة الدولية: إلا أن هذا الموقف المتصلب سيؤدي حتمًا إلى تعميق عزلة روسيا على الساحة الدولية.

الرفض القاطع للتنازل عن الأراضي سيجعل أي مفاوضات مستقبلية أكثر صعوبة وقد يؤدي إلى فرض المزيد من العقوبات.

التحدي الاقتصادي: على الرغم من المكاسب المحتملة من السيطرة على الأراضي، إلا أن استمرار حالة الحرب والعقوبات سيستنزف الاقتصاد الروسي على المدى الطويل.

نظرة أوروبا: إدانة واستمرار في دعم أوكرانيا

من المؤكد أن تصريحات بوتين ستُقابل بإدانة شديدة في أوروبا. ترى الدول الأوروبية في ضم الأراضي انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

تنديد قوي: من المتوقع أن تصدر بيانات إدانة قوية من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، ترفض بشكل قاطع أي محاولة لضم أراضٍ أوكرانية بالقوة.

استمرار الدعم لأوكرانيا: من المرجح أن تزيد أوروبا من دعمها لأوكرانيا، سواء كان ذلك دعمًا عسكريًا أو اقتصاديًا أو إنسانيًا، لتمكينها من الدفاع عن أراضيها واستعادة سيادتها.

تشديد العقوبات: قد تدرس أوروبا فرض المزيد من العقوبات على روسيا ردًا على هذا الموقف التصعيدي والتمسك بضم الأراضي.

قلق من التصعيد: هناك قلق أوروبي متزايد من أن يؤدي تمسك بوتين بهذه الرؤية إلى تصعيد الصراع وتوسع نطاقه، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

إن، تصريحات بوتين تعكس تصميماً روسياً على ترسيخ سيطرتها على الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها، مستندة إلى رؤية تاريخية خاصة بها.

هذا الموقف سيؤدي إلى انعكاسات كبيرة على روسيا نفسها، من خلال تعميق عزلتها الدولية وتحمل التكاليف الاقتصادية للصراع، بينما ستواجه هذه التصريحات برفض وإدانة قوية من أوروبا، التي ستواصل دعمها لأوكرانيا في مواجهة هذا التحدي.

المزيد من الكاتب

رواد المناخ: جامعة بريطانية تطلق ثورة التعليم البيئي… فهل تلحق بها جامعاتناً؟

المريخ ينادي: هل نستجيب لنداء المستقبل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *