عودة إلى الخرطوم: رئيس مجلس السيادة يرسخ رمزية النصر وتأكيد السيطرة بعد خطاب “الكاملين” التاريخي
في مشهد يحمل دلالات رمزية عميقة وسط أتون الصراع الدائر في السودان، حطت الطائرة الرئاسية التي تقل رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، في مطار الخرطوم الدولي اليوم.
هذه اللحظة، التي أعقبت كلمة حازمة ألقاها في الكاملين، ليست مجرد عودة إلى العاصمة، بل هي بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة في مسار المعركة، وربما إشارة قوية إلى تبدل موازين القوى على الأرض.
فور وصوله، سجد الرئيس شاكراً لله، في لفتة تعكس الإيمان الراسخ بالنصر والتأييد الإلهي لقواته.
تحليل الموقف على الأرض ودلالات الزيارة
تأتي هذه الزيارة اللافتة بعد أيام من تداول أنباء عن استعادة القوات المسلحة السيطرة على مناطق استراتيجية في الخرطوم، وعلى رأسها القصر الجمهوري، الذي كان يمثل رمزاً للسيطرة للحظات عصيبة.
وصول رئيس المجلس السيادي إلى مطار الخرطوم بالطائرة الرئاسية يمثل خطوة جريئة تحمل في طياتها عدة رسائل:
تأكيد السيطرة الجوية والأرضية:
من خلال وصوله الآمن إلى مطار الخرطوم الدولي، يُظهر رئيس المجلس السيادي أن القوات المسلحة لا تزال تتمتع بالسيطرة الجوية على العاصمة، وأن الوضع الأمني يسمح بوصول شخصية بهذا المستوى.
كما يعزز هذا الظهور فكرة استعادة مساحات كبيرة من الخرطوم من قبضة قوات الدعم السريع.
رسالة تطمين للشعب السوداني:
بعد شهور من القتال والنزوح، تبعث عودة رئيس المجلس السيادي إلى الخرطوم رسالة قوية إلى الشعب السوداني مفادها أن الدولة بدأت تستعيد عافيتها، وأن قيادتها عازمة على استكمال تحرير البلاد وإعادة الأمن والاستقرار.
السجود شكراً لله يعكس أيضاً شعوراً بالامتنان للشعب على صموده ودعمه للقوات المسلحة، وهو ما أكد عليه في كلمته المؤثرة في الكاملين.
رسالة قوية للفاعلين الإقليميين والدوليين:
تحمل هذه الزيارة رسالة واضحة للدول الإقليمية والدولية مفادها أن الحكومة السودانية الشرعية لا تزال قائمة وتمارس سيادتها من داخل البلاد، وأنها مصممة على إنهاء الصراع بشروطها.
هذه الخطوة قد تُفسر أيضاً على أنها محاولة لتعزيز موقف الحكومة في أي مفاوضات أو تسويات مستقبلية.